علمت "الوسط" من مصادر مصرية مطلعة ان الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد اجرى اتصالات مع القيادة السورية لكي تستخدم علاقاتها الطيبة مع ايران لتسهيل عودة 9 آلاف اصولي عربي موجودين الآن في ثلاثة معسكرات تابعة للحرس الثوري الايراني في مدينتي مشهد وقم، وهم الاصوليون الذين شاركوا في القتال ضمن صفوف المجاهدين الافغان ضد الحكومة الشيوعية في كابول، وقد اطلقت عليهم الاجهزة الامنية والاعلامية لقب "الافغان" وينتمون الى مصر والاردنوالجزائروتونس ودول اخرى. وأكدت المصادر ان عبدالمجيد ناقش مع المندوبين الدائمين للدول التي ينتمي لها هؤلاء "الافغان" خطة عمل لاستعادتهم من ايران عن طريق الوساطة السورية. وكان عدد من هؤلاء الاصوليين عادوا الى بلادهم لكن سلطات الامن اعتقلتهم فور وصولهم مباشرة، وقد اكدت مصادر امنية ان حوالي 300 اصولي مصري وضعوا على قوائم الانتظار في مطار القاهرة، من بينهم محمد عبدالحميد الاسلامبولي شقيق الملازم اول خالد الاسلامبولي الذي قاد عملية اغتيال الرئيس انور السادات عام 1981 وهو رئيس تحرير مجلة "الجهاد" التي تصدر في باكستان كلسان حال لجماعة "الافغان". الى ذلك شكلت جامعة الدول العربية لجنة خاصة لمتابعة هذا الموضوع، وقد تلقت تقريراً كاملاً عن "الافغان" يعتقد ان مصدره قيادات فلسطينية تقيم في الاردن. وتتخوف سلطات الامن المصرية من احتمالات استخدام ايران لپ"الافغان" للقيام بعمليات عنف في غير بلد عربي، خصوصاً مصر مع اقتراب الذكرى الثالثة لاغتيال مؤسس هذه الجماعة الشيخ عبدالله عزام فلسطيني الجنسية الذي لقى مصرعه في حادث تفجير سيارته في 24 تشرين الثاني نوفمبر 1989 في بيشاور. ويذكر ان سفير فلسطين في القاهرة سعيد كمال اثار قضية "الافغان" الشهر الماضي على هامش اجتماعات وزراء الاعلام العرب، كما قدم السفير مذكرة رسمية تشمل قوائم بأسماء القيادات البارزة في مجموعات "الافغان". وعلمت "الوسط" ان السلطات الايرانية قسّمت "الافغان" الى ثلاث مجموعات: مجموعة سودانية تحصل على تدريبات عسكرية رفيعة المستوى بهدف الاشراف بعد ذلك على تدريب مقاتلي قوات الدفاع الشعبي الموالية للجبهة القومية الاسلامية بزعامة الدكتور حسن الترابي. ومجموعة تضم عناصر من مصر ودول عربية اخرى وهي لا تتلقى تدريبات عسكرية لأنها في انتظار الترحيل العودة. اما المجموعة الثالثة ومقرها مدينة مشهد فتضم حوالي الف عنصر من الجزائر و250 عنصراً من تونس و400 عنصر من الاردن وهؤلاء يتبعون حركة "الجهاد الاسلامي" في الاردن. ووفقاً للمصادر فان هناك احتمالاً ان يكون بعض هؤلاء يشارك الآن في القتال الدائر في البوسنة والهرسك ضد القوات الصربية.