تعتبر "كتائب الإسلامبولي" من الجماعات الإرهابية الباكستانية المرتبطة بتنظيم "القاعدة". وهي اطلقت على نفسها هذا الاسم نسبة الى خالد الإسلامبولي الاصولي الذي اعدم بعد ادانته باغتيال الرئيس أنور السادات في تشرين الأول أكتوبر 1981. ويرجح أن "الزعيم الروحي" لهذه الجماعة هو المصري محمد شوقي الإسلامبولي شقيق قاتل السادات والفار من مصر حيث صدر ضده حكم بالإعدام غيابياً عام 1992، لإدانته في مخطط لقلب نظام الحكم واغتيال شخصيات. وتردد ان محمد الاسلامبولي الذي لجأ سنوات في ايران اضطر الى مغادرتها قبل ثلاثة اعوام، ويعتقد انه مختبئ حالياً في شرق أفغانستان قرب الحدود مع باكستان. ويقدر عدد أعضاء هذه الجماعة بمئتي وعشرين مقاتلاً، معظمهم من الباكستانيين و"الأفغان العرب"، إضافة إلى عدد كبير من الاصوليين الشمال افريقيين وبينهم مصريون. وفي دليل على انتمائها المحلي، نشطت هذه الجماعة وسط التنظيمات الكشميرية المحظورة، وهي تبنت الشهر الماضي، محاولة اغتيال رئيس الوزراء الباكستاني المعيّن شوكت عزيز، كما تبنت قبلها محاولة اغتيال الرئيس برويز مشرف. وتقول السلطات الباكستانية إن الجماعة تدربت في أفغانستان على استخدام المتفجرات وتنفيذ اعتداءات إرهابية. وتربط الولاياتالمتحدة في تقاريرها عن الإرهاب بين زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن والجماعات الأفغانية والحركة الإسلامية في أوزبكستان و"الجهاد الإسلامي" في مصر و"كتائب الإسلامبولي". ومعلوم ان مصر وباكستان وقعتا معاهدة تبادل مطلوبين عام 1994 بعدما طلبت القاهرة مساعدة إسلام آباد في مطاردة "الأفغان المصريين" الذين قدر عددهم في منتصف التسعينات بألف ومئتي شخص. وكان وزير الداخلية الباكستاني فيصل حياة قال بعد إعلان "كتائب الإسلامبولي" مسؤوليتها عن محاولة اغتيال عزيز، إن "اجهزتنا لم تجد أدلة تثب تورط أي جماعة مصرية بنشاطات إرهابية في باكستان، باستثناء عملية انتحارية ضد السفارة المصرية في إسلام آباد عام 1995"، متجاهلاً بذلك كون هذه الجماعة نشأت في جنوب آسيا وليس على الاراضي المصرية. وتفيد المعلومات أن محمد الإسلامبولي وهو في اواسط الاربعينات من عمره، مكث في إيران حتى اعتداءات 11 أيلول سبتمبر، وفرّ بعد ذلك إلى الحدود الأفغانية - الباكستانية. وتأخذ واشنطنوالقاهرة على إيران احتضانها الإسلامبولي بعد فراره من مصر، الامر الذي ترافق مع إطلاق اسم أخيه على أحد شوارع طهران. ويعتقد ان عدداً من ناشطي "كتائب الاسلامبولي" تطوع في "الجهاد" في البوسنة وكوسوفو، ثم انتقل الى الشيشان بعدما هدأت الاوضاع في البلقان. وكان الشيخ المصري عمر عبدالرحمن المعتقل في الولاياتالمتحدة لتورطه في محاولة تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993، احتضن الإسلامبولي وأقام له علاقات في باكستان. كما ان لعبدالرحمن ولدين قاتلا أيضاً في أفغانستان. ومن الوجوه المصرية في صفوف "الأفغان العرب" محمود أبو حليمة وهو من المتهمين في اعتداءات المركز التجاري في نيويورك، كذلك خبير المتفجرات أحمد عجاج الذي دخل إلى الولاياتالمتحدة بجواز سفر باكستاني مزور، إضافة إلى السوداني صديق إبراهيم صديق علي الذي كان برفقة أبو حليمة في أفغانستان في الثمانينات والتسعينات. ومن المتطرفين المصريين الفارين من العدالة إبراهيم المكاوي الذي هرب من مصر بعد اغتيال السادات، وهو عميد سابق في الجيش يدير حملة إسلامية من باكستان، ويتنقل بين بيشاوروأفغانستان حيث يشرف على مخيمات للتدريب.