كشفت باحثة اجتماعية أن مسلسلات رمضان التي تعرض حالياً تناولت مظاهر العنف بنسبة 100 في المئة، إذ إن معظم مشاهد العنف بالألفاظ، مشيرةً إلى نسبة المشاهدين الذين يتابعون اللقطات تتناول السلوكيات السلبية بلغت 95 في المئة، بينما خمسة في المئة لا يعنيهم ما يدور بها، وبلغ من يحاولون تقليد المشاهد إما بالحركات وإما بالأقوال، ولما يتردد من خلال هذه المسلسلات إلى 50 في المئة. وقالت الباحثة الاجتماعية نورة المحمد خلال إعداد بحث ميداني أجرته على 2500 مشاهد من مختلف الفئات العمرية:"يأتي ظهور العنف في المسلسلات الرمضانية في المرتبة الأولى، بينما تحتل السلوكيات السلبية المرتبة الثانية، وتأتي القيم الإيجابية في المرتبة الثالثة والأخيرة". وأضافت أن الدراما الرمضانية استعرضت أساليب العنف اللفظي، في تقديمها الكلام بحدة بنسبة قدرها 75 في المئة، وجاء تبادل الشتائم في المرتبة الثانية بنسبة قدرها 25 في المئة، وكذلك استعرضت الدراما الرمضانية أساليب العنف البدني، وجاء في مقدمتها التهديد بالسلاح، والضرب باستخدام الأيدي في المرتبة الثانية، وبلغت نسبة مرتكبي العنف في الدراما الرمضانية 28.5 من إجمالي الشخصيات الكلية، وبلغت نسبة مرتكبي العنف من إجمالي الشخصيات الرئيسة 45 في المئة، كما جاء في المرتبة الأولى الارتباط بعلاقات عاطفية مرتبطة بممارسة الجنس، عشاق بين العلاقات الاجتماعية الموجودة بنسبة مئوية قدرها 60 في المئة من إجمالي العلاقات الاجتماعية، لافتةً إلى أن أهم الأجزاء التي يحرص على متابعتها المراهقون والمراهقات في المسلسلات هي المشاهد العاطفية والرومانسية، ومشاهد العنف. وذكرت أن المراهقين يمثلون الغالبية العظمى من متابعي مسلسلات رمضان، وأن إقبالهم على مشاهدة القنوات الفضائية يشكل خطورة عليهم، نظراً لما تقدمه من قيم وسلوكيات، وكذلك بعض الصور للعلاقات الاجتماعية التي قد يعتقد المراهق صعوبة تواجدها في المجتمع أو أي مجتمع عربي مثل العلاقات العاطفية المتحررة وما بها من عنصر الجنس،"من الممكن أن يجد فيها متنفساً للتعبير عما يعتريه من مشاعر وأحاسيس، وشكلاً من الأشكال التي يمكن أن يحتذي بها ويقلدها، وكذلك الإقبال المتزايد من جانب المراهقين على مشاهدة المسلسلات الرمضانية". وشددت على ضرورة تقديم أشكال درامية تختلف في مضامينها، وتتنوع في موضوعاتها، وتستطيع أن تستخدم كل وسائل التشويق والإثارة التي تتلاءم مع واقعنا العربي، وتستطيع في الوقت نفسه أن تغرس القيم والمفاهيم التي تساعد على النهوض بالمجتمع، وكذلك اضطلاع القائمين على الفضائيات العربية بدورهم من خلال الانتقاء الجيد والرقابة والإشراف على كل ما يعرض ويقدم للمشاهدين في شكل عام، وللشباب في شكل خاص، لأنا نجد بعض المسلسلات تضع عبارات"توجد مشاهد لا تناسب الأطفال"، وكذلك التأكيد على ضرورة التصدي لكل البرامج ومواد البث الوافد المتاحة التي تعمل على إثارة الآمال غير الواقعية فتشعر مشاهديها بعدم الرضا بواقعهم وحياتهم، وتبعث في نفوسهم الشعور بالإحباط، وضرورة عمل تقييم دوري وشامل لكل ما يقدم من خلال الدراما في شكل خاص للتعرف أكثر على ما يلائم الواقع منها وما يفيد الأجيال التي تنجذب إلى هذه الأشكال الدرامية.