انطلقت بعد حفلة تسليم جائزة الرواية ورش العمل عن كتاب فهد العلي العريفي، وبدأت بكلمة من المشرف على ملف الكتاب علي حمود العريفي قال فيها:"كم هي سعادتنا غامرة نحن أبناء هذه المنطقة نادياً ومثقفين وأهالي أن تكونوا بيننا هذا المساء، الذي يجمع ما بين الإبداع والوفاء، ونحن إذ نشكر أمير المنطقة بأنه دعم جائزة الأمير سعود بن عبدالمحسن للرواية، ودشّن كتاب الشيخ فهد العلي العريفي، هذا المنجز الثقافي الكبير الذي أصدره النادي الأدبي الثقافي في منطقة حائل". وقال العريفي: كلفني الزملاء في النادي بالإشراف على ملف كتاب فهد العريفي، وإنني هنا من هذا المنبر أتقدم بالشكر والعرفان لنادي حائل الأدبي الثقافي، الذي أخذ على عاتقه أهمية الاحتفاء بالرموز الثقافية بمنطقة حائل، والرواد الذين كان لهم بصمات مشرفة على وجه الوطن في الأصعدة كافة، وأشكر من هذا المنبر أيضاً معد كتاب العريفي الدكتور محمد بن صالح الشنطي، الذي قال حين هاتفته لهذه المهمة:"إنه شرف كبير لي أن أكتب عن هذا الرمز الثقافي على مستوى الوطن، وفاءً مني لهذه القامة الأدبية". وأوضح أن الدكتور الشنطي أعد الكتاب"بصياغة أدبية رفيعة وبمنهجية علمية رصينة، ف"فهد العريفي"، كان نصير المحتاجين الذي اتسع لهم قلبه وروحه وفكره ووقته، وله مواقف نبيلة مع أهله وأرضه وناسه، وقام بالسعي لقضاء حاجاتهم بروح الأب الشهم صاحب النخوة المتفردة من دون كلل أو ملل. بهذا الرصيد الإنساني امتلك الشيخ فهد العلي العريفي قلوب محبيه من أبناء الوطن، وقد تناول معد الكتاب الدكتور الشنطي في كتاب العريفي مجموعة من المناقب بدءاً برحلة عمر في فصول منها الرحالة والأديب ورؤيته النافذة للحياة والكون والإنسان". ثم دارت أوراق عمل عن سيرة فهد العريفي الثقافية والصحفية والاجتماعية للباحث محمد القشعمي، متناولاً بالتفصيل صحبته مع فهد العريفي لربع قرن من الزمان، ذكر فيه أول لقاء جمع بينهما عندما عرف من أحد الزملاء في المكتب أن فهد العريفي زار مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب،"ولم يجدني فطلبت من الزميل أن يدلني على منزله، وبعد ذلك تطورت علاقتنا إلى صداقة". وقال القشعمي:"عرفت أبا عبدالعزيز مكافحاً من أجل الوطن والمواطن مهموماً بالشأن العام، فهو يعد بحق من المصلحين الاجتماعيين، في بدايته الصحافية عندما كان مقيماً في حائل في بداية السبعينات الهجرية كان يراسل جريدة المدينة، وأنه فرح فرحاً شديداً عندما نشر ثلاث أو أربع حلقات عن منطقة حائل في جريدة المدينة، وعلى رغم أنه كما يقول ألتزم الكتابة الاجتماعية وأحياناً الأدبية فإنه يرى أن الكتابة الاجتماعية خدمة للوطن والمواطن، إما عن أول مرة يوقف فيها عن الكتابة عندما كتب قصة قصيرة في جريدة حراء لصاحبها صالح جمال بعنوان:"التقوى المزيفة"". و قال الدكتور محمد الشنطي مادحاً هذه الحفلة المهيبة التي يكرّم فيها الأدب والأدباء وتُرعى فيها المواهب المبدعة، مشيراً إلى أن حائل بكل ما تمثله من قيم وما تدّخره من شموخ"مدرسة للكرم وجامعة للقلوب والأفئدة، ممثلة في الراحل الكريم الشيخ فهد علي العريفي، رحمه الله، الذي كان لي شرف الولوج إلى عالمه الرحب، فهو نهر فياض ومنارة تاريخية عملاقة". وأضاف:"لقد سافرت في ركب الشيخ الراحل، وكان لي شرف الصحبة، وإن افتقدت الصاحب الذي ظل حاضراً في القلب والوجدان، لقد كانت رحلة الشيخ فهد العريفي ثرية، توهجت فيها كلماتها وتوثبت فيها عزائمه وتألق مفكراً وإعلامياً ورحالة ومصلحاً وأديباً، وكان يحذو ركائب النهضة وينعش روحها في زمن أُمسك فيه، كان رافداً من روافد الفكر العربي، تتلمذ على يديه كوكبة من رجال الصحافة والإعلام والأدباء". وقرأ محبو الراحل شهادات وقصائد، ومنهم عبدالله الصيخان الذي أشاد بالراحل، ويصفه بالشخص القريب والأب، وقال قصيدة بالعريفي. وتحدث ناجي علوش من مثقفي لبنان عن الراحل.