دان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في تصريح إلى «الحياة» «استمرار القيادة الإيرانية التدخل في شؤون الدول الأخرى، ومحاولاتها الدؤوبة لتأجيج المشكلات وزعزعة استقرار الدول، والتأثير على ارتباطاتها بدول أخرى»، وأعرب عن استنكاره الشديد محاولة اغتيال سفير المملكة لدى واشنطن عادل الجبير، ووصف مخطط الاغتيال بأنه يمثل «خرقاً للقوانين والمواثيق الدولية». وقال: «إن إيران لا تلتزم «بحسن الجوار»، مشيراً إلى تدخلاتها المستمرة في الشؤون الداخلية للدول، وذلك في تلميح إلى أحداث القطيف الأخيرة، وإرسالها عملاء إلى الكويت، العراق، لبنان وأخيراً سورية. وأشار وزير الخارجية إلى أن «النهج الذي تتبعه طهران مع الدول التي تصنفها الأخيرة على أنها عدوة لها، لن يؤتي ثماره وسيوصلها في نهاية المطاف إلى طريق مسدود». وفي ما يتعلق بماهية الخطوات التي قد تتخذها المملكة كرد فعل تجاه إيران، وعما إذا كانت ستتخذها بشكل منفرد أم بالتشاور مع دول أخرى بغية تصعيد الضغط عليها، تحفّظ الأمير سعود الفيصل على إعطاء تفاصيل تتعلق بالرد السعودي وطبيعة الإجراءات التي قد تتخذ بهذا الصدد، مشدداً على أن أي تصرف إيراني سيكون له رد فعل مناسب من المملكة. يذكر أن الأمير سعود الفيصل، كان قد وصل على رأس وفد من المملكة إلى العاصمة النمسوية فيينا مساء الثلثاء، في زيارة خاصة هدفها التوقيع على اتفاق إنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار الذي سيتخذ من فيينا مقراً له. وقد جرت مراسم التوقيع على الاتفاق وسط حضور إعلامي واسع في متحف ألبيرتينا الشهير في فيينا، وشارك فيه إلى جانب وزير الخارجية نظيرته الإسبانية ترينيداد خمينيس غارسيا ونائب المستشار النمسوي وزير الشؤون الأوروبية للنمسا ميخائيل شبيندلغر، وذلك على اعتبار أن المركز سيقام بالتعاون بين هذه الدول الثلاث. وتنبثق فكرة إنشاء المركز الذي تقدر كلفة إنشائه ب13 مليون دولار من المؤتمر العالمي للحوار الذي عقد في تموز(يوليو) 2008 في مدريد، برعاية كل من خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وملك اسبانيا، وبمشاركة ممثلين من مختلف الأديان والثقافات، ودعا المؤتمر إلى إنشاء إطار مؤسساتي للحوار، مبنياً على أساس «حفظ الكرامة الإنسانية، ونشر حقوق الإنسان ودعم السلام، والوفاء بالعهود، واحترام تراث كل البشر وحقهم في الحرية والأمن وتقرير المصير». وكانت مبادرة خادم الحرمين لإنشاء المركز لقيت ترحاباً من العديد من الدول إلى أن تم الاتفاق قبل ثلاثة أعوام مع كل من النمسا وإسبانيا للعمل على بلْورة فكرة المشروع على أرض الواقع.