شرح عضو هيئة كبار العلماء الشيخ قيس المبارك، بطريقة مبسطة في مقالة كتبها أخيراً في الزميلة"المدينة"، الطريقة التي نشأ بها الفقه، ابتداء بحياة النبي صلى الله عليه وسلم، ورواية الصحابة عنه، ثم رواية التابعين عنهم، ونقل أتباع التابعين، ما استفاض علماً وفقهاً غزيراً. وقال:"هكذا انتظمت المذاهب، غير أنه لم يدوَّن منها، ويُحفظ غير الأربعة، واجتهد أهل التخريج من أصحاب فقهاء المذاهب في التخريج، وبناء الفروع على أصول المذهب. فأكبَّ الإمامُ أبو حنيفة - رضي الله عنه- على علم إبراهيم النخعي - رضي الله عنه- فصار أعرف الناس به، وأقدرهم على تخريج الأقوال على مذهبه الذي هو مذهب فقهاء الكوفة، وهو مذهب سيدنا عبدالله بن مسعود، وعلي - رضي الله عنهما- ومَن اقتفى أثرهما كشريح، والشعبي - رضي الله عنهما-. وأكبَّ الإمامُ مالك - رضي الله عنه- على علم فقهاء المدينة، فصار أعرف الناس به، وأقدرهم على تخريج الأقوال عليه، وهو مذهب سيدنا عمر، وعائشة، وابن عمر -رضي الله عنهم- ومَن اقتفى أثرهم من فقهاء المدينة السبعة - رضي الله عنهم-. وعلى علم هذين الإمامين، وعلم أقرانهما بنى الإمامُ الشافعي - رضي الله عنه- مذهبه، فبعد أن ترتَّبت أصولهما نظر فيها، فقَبِل منها ما قَبِل، وردَّ منها ما ردّ، فأسّس له أصولاً كانت متناثرة بين الفقهاء قبله، جمعها ثمَّ فرَّع عليها، فكانت مذهباً له. وكما نشأت هذه المذاهب نشأ غيرها كمذهب الإمام الأوزاعي، والإمام أحمد، وداود -رضي الله عنهم-. ثم جاء أصحابهم فدوَّنوا فقههم، وكان عندهم من الفهم وجودة الذهن ما يخرِّجون به المسائل، ويمهدونها على أقوال أئمتهم"لأنهم أعرف بلسانهم، وأحفظ لفتاواهم. وهكذا انتظمت المذاهب، غير أنه لم يدوَّن منها ويحفظ غير الأربعة، واجتهد أهل التخريج من أصحاب فقهاء المذاهب في التخريج، وبناء الفروع على أصول المذهب لكل مسألة لم يرد لها نقل عن الإمام.