يوم 21 آذار مارس تاريخ محفور في ذاكرة داليا محمد، فهو اليوم الذي تنظره من العام للعام للاحتفال بوالدتها مع بقية أشقائها، الذين يحرصون على الاستعداد قبل موعده بفترة زمنية بهدف استكمال جميع متطلبات حفلة ذلك اليوم من هدايا وحلويات. في حين اعترضت بعض الفتيات على هذا الاحتفال، إذ يرَون أن الاهتمام بالأم لا يقتصر على يوم واحد في السنة بل يشمل أيام السنة كلها. وترى داليا أن اليوم مناسبة رائعة يعبر فيها الجميع عن احترامه لوالدته كونه يوماً عالمياً، وتقول:"الجميع يرغب في التعبير عن مشاعره وحبه لوالدته طيلة أيام السنة ولكن تخصيص يوم لها سنوياً شيء جيد ورائع، لأنه يذكر الجميع بعطاء الأم وفضلها على الأبناء"، مشيرة إلى أنها تحتفل به كونه شيئاً رمزياً ولكن في الواقع هي تحب الاحتفال كل يوم بأمها، لأن الشكر والعرفان للأم ليس مقصوراً على يوم واحد في السنة. وفي الوقت الذي تحتفل فيه داليا بأمها بيوم الأم، لا تفضل رويدة أحمد الاحتفال بيوم الأم، إذ ترى أن الاهتمام بالأم لا يقتصر على يوم دون أيام السنة، وتقول:"كلنا نهتم بالأم على مدار السنة وخصوصاً في يوم عيد الأم فهي تمثل لنا ربيع العمر، ففي هذا اليوم العالمي والذي أحسست بقيمته وروعته عندما أصبحت أماً حيث في كل يوم أحتضن أبنائي ويبادلوني الحب والاحترام، حيث في هذا اليوم أعايد على أمي بهذه المناسبة السعيدة وأقدم لها هدية وباقة من الزهور". في حين ترى شهد أن يوم الأم يعد أمراً تجارياً، وتقول:"يخصص البعض هذا اليوم للبذخ وإنفاق الهدايا وإن كان علينا أن نجعل من كل الأيام للام". وتضيف:"أرى أن يوم الأم يخصص للابن العاق أو الابنة التي تترك والدتها طيلة العام ولا تأتي لرؤيتها أو لإهدائها هدية إلا في يوم واحد في العام". في المقابل، يرى أستاذ السياسة الشرعية والأنظمة المقارنة بجامعة الملك عبدالعزيز وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدكتور حسن سفر أن الشريعة الإسلامية جاءت بإكمال التشريعات على يد الرسول صلى الله عليه وسلم ووضعت حقوقاً للآباء على الأبناء وحقوقاً للأبناء على الآباء وتنطلق هذه الحقوق من قوله تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا. ويضيف:"من صور الإحسان أن تكون هناك طاعة للوالدين والتقرب إليهما، خصوصاً لو كانا كبيرين في السن ويحتاجان إلى من يرعاهما ويصونهما، وهذا من صور البر وكذلك الأم لأن الشريعة الإسلامية حرصت على حق الأم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك فاتجاهنا نحو الأم كلها أيام أعياد، فالابن البار بأمه يطيعها ويتقرب منها ويطيعها في جميع الأعمال إذا طلبتها وصور عيد الأم. واستطرد بالقول:"إن كان المقصود من عيد الأم ذكرها والتقرب إليها فإن هذا سائر في أحكام الشريعة الإسلامية ليلاً ونهاراً ودعاء واستغفاراً، وإذا كان عيد الأم لا يخدش قيم وقواعد الشريعة الإسلامية فلا بأس من ذلك أن يكون زيادة في الصلة وتنويراً وتذكيراً للأم وتقديم صور من صور الولاء والطاعة لها والتي لا تتعارض مع الشرع".