لم تكن النساء يعرفن في القريب العاجل ما"العاملة المنزلية"، وما علاقتها بالبيت، وكن لسن بحاجة لها أبداً، مع هذا كانت الحياة تسير مثل الساعة، كما يقولون، بلا توقف، وكانت الأسرة تعيش في هناء العيش وراحة البال وسرور النفس، إلى أن جاء زمن"الانترنت"و"بلاك بيري"وغيرهما، إذ غيروا مجرى الحياة الجميلة إلى غابة من الأشواك، بعدها بدأنا نعيب الزمان الذي نحياه: نعيب الزمان والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا أصبحت"العاملة المنزلية"هاجساً للمرأة السعودية، وشرطاً من شروط زواجها، وصاحبة الدور الأساس لهذه الظاهرة السيئة، وأقولها بلا تحفّظ، لأني أعلم بعواقبها والتمس لسعاتها دوماً على صفحات الصحف اليومية، مع ذلك يركدون إليها ركداً، ويبحثون علاجاً ناجعاً سريعاً لعدم هروبهن، أي"العاملات المنزليات"، والعلاج يكمن في هذا السؤال، وهو: هل توافقون بأن أفضل المرشدين من البشر هو رسول الله"صلى الله عليه وسلم"؟ والإجابة حتماً بلا ريب"نعم"، بعدها أقول لهم: ثبت في الصحيح أن فاطمة بنت أفضل المرشدين وسيدة نساء العالمين، طلبت من زوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه"عاملة منزلية"لتعينها على خشونة العمل آن ذاك، إذ لم توجد طواحين تطحن لها طحينها الذي أثّر على يدها رضي الله عنها، ولا غسالات وثلاجات وغيرها ممّا نتنعّم به الآن، فما كان من زوجها إلا أن يستشير سيد المستشارين، نبينا محمد"عليه الصلاة والسلام"، وما كان من سيد المستشارين إلا الاهتمام بالاستشارة، وجاء إليهم وقال لهم"ألا أدلكم على خير لكم من خادمة؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال عليه الصلاة والسلام، تسبّحون الله ثلاثة وثلاثين، وتحمدون الله ثلاثة وثلاثين، وتكبرون الله ثلاثة وثلاثين، وتقولون لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وذلكم خير لكم من خادمة"، أو كما قال عليه الصلاة والسلام، ففعلوا ذلك ووجدوا بغيتهم وأفصحوا بها للناس حتى ينعموا بهذه الوصية الخيّرة، فهل وضعت المرأة السعودية هذه الوصية نصب عينيها؟ الإجابة لا، إلا من رحم الله وقليل ما هنّ، والدليل على ذلك ما هو مشاهد مرة، ومسموع مرة أخرى بسلبيات"العاملات المنزليات"وجرائمهن، التي تتلخص في الآتي: - التربية السيئة من أكثرهن، وليس كلهن، وقد تربّي أيضاً الرجل والمرأة على عدم الحياء وعدم الغيرة. - الغدر، وهذه خصلة ذميمة قلّ من تنجوا منها"العاملات المنزليات"حتى يصل بهن الحد أن يقمن بعمل السحر للأسرة لتفكيكها، وهذا ما يحصل في زمننا هذا وبكثرة، حتى لا تجد بلداً إلا كثرت فيه هذه الآفة الخطرة. - انفكاك الأسرة أحياناً بسببها، خصوصاً إذا كانت"العاملة المنزلية"فاتنة وجميلة، ويحصل ما لا يحمد عقباه. - نمو الكسل والخمول للرجل والمرأة، وعدم تربية أبنائهما على النشاط والاعتماد على النفس، ويكبرون وتكبر معهم الحاجة ل"العاملة المنزلية". - زيادة المصروف على الأسرة، مّا ينتج عنه الخلافات الأسرية. إذا كان ولا بد من"العاملة المنزلية"فلتكن من جلدتكم، وتتكلم بألسنتكم، ويفتح باب فرص للسعوديات من ذوات الدخل المحدود للعمل في البيوت، وذلك بعد تثقيفهن في وسائل الإعلام الكثيرة والمنتشرة بأن"عمل البيوت"هذا عمل شريف، ومن المكاسب الطيبة تستطيع المرأة أن تقوم به وتنفع نفسها وأهلها، وأيضاً خير لها من أن تسأل الناس أعطوها أو منعوها، وقد يكون الأمر صعباً شيئاً ما في البداية، ولكن بعد فترة بسيطة من الوقت سيكون الأمر عادياً ومألوفاً لدى كل الناس، وخيراً لهن من الوقوف حول إشارات المرور وتسولهن بهذه الظاهرة السيئة لهن ولهذه البلاد، التي تتوالى عليها الخيرات من كل مكان. هاشم محمد السيد - الدمام [email protected]