يبدو أن مشكلة استقدام العاملات المنزليات من بعض الدول أسهمت في استغناء عدد من السيدات السعوديات عن الاستعانة بأية عاملة منزلية أخرى، إذ قررن تحمل أعباء الأعمال المنزلية والواجبات الأسرية ومواجهة رمضان وحدهن. موضي الحمد واحدة من السعوديات اللاتي استغنين تماماً عن العاملات المنزليات من أشهر، وتولّت شؤون بيتها الكاملة بعد مغادرة عاملتيها المنزليتين تقول: «طوال حياتي الزوجية كان يوجد في منزلي خادمتان بحكم كبر بيتي، ووجود الأولاد وعملي أيضاً، لكن الأيام لا تأتي كما نريد أحياناً، إذ وجدت نفسي اليوم بلا عاملة منزلية ورمضان على الأبواب ما دفعني أن أستمد العون من الله وأعتمد على نفسي، فأنا من الذين لا يحبذون عاملات العمرة اللاتي لا يحملن إقامة ويستغللن أوضاع الناس في هذه الفترة، كما أن زوجي وأولادي يساعدونني في العمل بل ويشجعوني، إذ يقولون إن البيت مريح وجميل بلا عاملة منزلية». وأضافت: «لي شهران الآن بلا عاملة منزلية رتّبت أموري ونظّمت منزلي بمساعدة زوجي وأولادي، استعددت لرمضان بما أحتاجه أنا وأسرتي من الضرورة، أما الأشياء المبالغ فيها فابتعدت عنها». وأكدت أن الحياة بلا عاملة منزلية علّمتها التنظيم والتوفير والحد من الخروج من المنزل بلا ضرورة. واتفقت معها في الرأي أم سلطان التي ترفض استقدام عاملة غير الإندونيسية التي تعودت عليها، فهي ترى أن العاملة الفليبينية أو الاثيوبية لا تتناسب معها ولم تعتد عليها، لذا قررت الاعتماد على نفسها: «بدأت أقتصد في كل شيء وأعتمد على نفسي حتى إني بدأت أفكر ألا استقدم عاملة منزلية نهائياً، لكن ما يقلقني هو دخول رمضان إذ سيكون التحدي الأكبر بالنسبة لي على رغم أن زوجي دائماً يطمئنني بأن كل فرد عليه الاهتمام بنفسه وتنظيف ما استهلكه، الحمد لله أسرتي متعاونة». فيما عبرت نورا الحمدان عن سعادتها بلا عاملة منزلية، إذ إن المنزل ظل لها هي وزوجها فلا يوجد أحد غريب معهما ما أعطاها شعوراً بالقوة للاعتماد على نفسها: «حقيقة وجدت أن العاملة المنزلية (برستيج) اجتماعي لا أكثر تدخل معي في الأيام الأولى من زواجي ومن ثم تحرمني من الشعور بالاستقلالية، وجدت الآن أن بيتي أجمل بلا عاملة منزلية حتى إن نفسية زوجي أجمل بل واتفق معي على نظام معين في رمضان يقتصر على التوفير في الإفطار وعدم الإسراف وأحياناً نستعين بالمطاعم. الأهم على حد قوله ألا أحمل همَّ شيء فأمي وأمه لم يكن لديهن عاملات منزليات».