اليوم أصبح استخدام وسائل الاتصال المتعددة أمراً لابد منه، نظراً لتفشيها بين أفراد المجتمع بمختلف الطبقات والفئات العمرية، فالجميع أصبح ملماً بها ويواكب هذه التقنية، ويشعر الأفراد بضرورة التعامل مع هذه الوسائل الحديثة في حياتهم اليومية، وتدرك الشركات والمؤسسات هذا الأمر، فتحرص على توفير مختلف وسائل الاتصال للأفراد، فنجد معظم الشركات والمؤسسات تمتلك موقعاً إلكترونياً على الشبكة العنكبوتية، يُنشر به كل ما هو جديد يخص هذه الجهة، وكذلك يمكن للمواطنين الاتصال بها والتواصل مع موظفي خدمات العملاء للرد على أسئلتهم واستفساراتهم، وأيضاً يمكنهم معرفة كل ما يتعلق بهذه المؤسسة أو الشركة من رؤيتها وأهدافها ونشاطاتها... وغيرها، إضافة إلى توفر وسائل اتصال إضافية كالحسابات المعنية بالشركة أو المؤسسة في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة"تويتر"و"فيسبوك"، وهذا ما توفره معظم الشركات والمؤسسات بمختلف أنشطتها والفئة التي تعتمد عليها الشركة أو المؤسسة، وبهذا أصبحت الشركات والمؤسسات على صلة بالمواطنين، وتسعى لراحة مستفيديها بتوفير هذا الكم الكبير من وسائل الاتصال. وعلى رغم الأهمية البالغة التي تتحلى بها هذه الوسائل، نجد أنها لم تُفعّل في بعض الشركات والمؤسسات المهمة في المجتمع، ومنها مثلاًً الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، التي غيّبت أو غابت عنها شمس التقنية في التعامل، وفي اعتقادي أنها من أهم المؤسسات التي يجب أن تكثف وسائل اتصالها، بل على رأسهم، لأن عملها قائم على مصلحة المواطنين، ورسالتها تنبعث من عمق العدالة، وهي مؤسسة غير ربحية، فهي حليفة تماماً للمواطنين، وتقف في صفهم ضد كل فاسد، ولأنها حليفة المواطنين وتدعوهم للتفاهم معها للقضاء على مواطن الفساد، وجب عليها توفير الوسائل والإمكانات كافة للمواطنين، فعلى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد تدشين موقع الكتروني على الشبكة العنكبوتية، وهذا لما فيه من خدمة المواطنين، إذ يُمّكنهم الموقع الالكتروني من التواصل مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بكل أريحية وبشكل سريع، كما أن للموقع الالكتروني أهمية تتمثل في إنشاء قسم خاص لحالات الإبلاغ عن الفساد التي تلقتها الهيئة من المواطنين وتم عمل اللازم لحلها والقضاء عليها، وبذلك يمكن لزوّار الموقع من المواطنين الإطلاع على هذا القسم ومشاهدة الإجراءات كافة التي تمت بعد تلقي هذه البلاغات، وهذا أمر سامٍ يسعى ليعزز روح المبادرة في باقي المواطنين للإبلاغ عن أي مظاهر للفساد، وكما ذكرت سابقاً يجب توفير هاتف مجاني للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وذاك أمر لا جدال فيه، ولا يقل أهمية عن تدشين الموقع الالكتروني، أرجو أن تأخذ الهيئة بهذه التوصيات لأنها بالغة الأهمية. ختاماً أقول"معاً ضد الفساد". خالد بن خلف آل غبين العنزي - الرياض [email protected]