انضمام المواطن إلى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد عمل بأمانة مطلوب من الغيورين على أمن الوطن واستقراره.. يتم هذا التضامن التلقائي من أجل وحدة الوطن ضمن المنظومة الاختيارية النخبوية لتطهير هذا البلد من فساد المفسدين، حيث السعي إلى هذا الشرف العظيم، اختيار الشرفاء لاشك، وشرف يُقدِم إليه بتلقائية الحس المسؤول والشعور بالمسؤولية الكبيرة من لدن أفراد هذا الشعب الكريم. وإنني ممن تفاءلوا كثيراً بهذا القرار الملكي لأنه لامس حاجة كل الشرفاء إلى الطهر والعدالة والمساواة في الوطن، والمحافظة على الأخلاق الفاضلة والتعامل الراقي ضمن أفراد المجتمع والتقيد بالأنظمة والقوانين التي تجمع وتشمل الجميع دون استثناءات..! * وحيث إن الهيئة تحتاج للدعم البشري المكثف كعيون ساهر تجوب كل الأماكن بمسح دقيق وإحصاء لكل شاردة وواردة بحيث لا يبقى هناك (ثغرة) أو بؤرة للفساد والفتنة إلا وقد عُولجت وطهرت وتم دفنها والقضاء على ملامحها البشعة التي طالما استرسلت بالفساد والتفرقة والظلم والجحود.. وعليه فإن مكافحة الفساد في الوطن عمل جبار عظيم (يستوجب) أمانة المخلصين ونزاهة الشرفاء الأوفياء المبدعين بالحيلة والوسيلة للقضاء على الفساد في مخبئه وتتبع طرق تجوله وتجواله وشُعبه وأركانه حيث القضاء على هذا الفيروس الشرس المستعصي على التوبة، يحتاج منا وقفة موحدة وفرض أجواء ومناخ صحي وتسليط الأضواء القوية ليتخلل النور المخابئ وتقضي الشمس على فيروسات الأوبئة والأمراض المعدية والمنتنة وحرق محاضنهم، مسؤولية الجميع. * وحيث إن وصفة علاجية لن تجدي نفعاً مع الأمراض المستعصية والفيروسات الخبيثة خصوصاً إن تلبس المفسدون قمصانا بيضاء وادّعوا تطبيبهم بوصف العلاج إذ لا يمكن لهؤلاء اختراع «السم» الذي يقضي عليهم، لذلك يتطلب الأمر وضع خطط استراتيجية للمكافحة بداية بخطوط ساخنة أو مباشرة للبلاغات والتوصيف ونقل المعلومات وتصور المشهد للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، والضرورة تتطلب وجود موقع إلكتروني على الشبكة العنكبوتية للهيئة لترابط كل الأطراف التي انضمت بدافع المسؤولية الوطنية من كافة شرائح المجتمع، ومع كل مواطن غيور على دينه ووطنه وشرفه يمنح شرف المشاركة والتضامن مع الهيئة الوطنية وذلك لنجاحه وحسن تصرفه وتدبره في إبلاغ الهيئة عن أي وجه اكتشفه من أوجه الفساد سواء كان في عمله أو مكتبه أو شركته ومؤسسته أو إدارته أو مدرسته أو.. أو.. إلخ، ومنح هذا المُبلِّغ أو المتعاون دعماً مالياً أو وسام شرف مع حماية قانونية من الهيئة تحفظ له حقوقه ووطنيته، ويظل بلاغه طي الكتمان مع المعلومات التي يدُلي بها حرصاً على سلامته، وحتى لا يفقد عمله من رؤوس الفساد وأعوانهم، إذ لابد من (التخفي) والتعامل بحصافة الأذكياء الأقوياء الأمينين والحريصين على أداء الأمانة والواجب الوطني عليهم وما تستوجبه المصلحة العامة للوطن والمواطن. ذلك أن كشف الفساد يتطلب شخصية قوية لا تخاف في الله لومة لائم، ثم إن انضمام ابن الوطن للهيئة سوف يعزز من عدد جند الله الذين لا تُرى شخوصهم ولكن تصدح أعمالهم بالحق ويشرق جهادهم بالنور، فقوم تعاونوا على البر والتقوى وتكاتفوا لمحاربة الباطل هم قوم شرفاء، وأبناء موطن طاهر فاضل، مقدس وأمين.. وما توفيقنا إلا بالله.