عبر الفنان التشكيلي محمد عسيري عن صدمته مما قاله الناقد والتشكيلي عبدلله إدريس في"الحياة"بتاريخ 12/11/2012، بعد سحب لوحاته من صالة رضوي، التي أسستها جمعية الثقافة والفنون في جدة، وضمت معرضاً شارك فيه عدد من الفنانين السعوديين المميزين. وقال عسيري ل"الحياة":"إن التشكيلي عبدالله إدريس، قام بتحميل جيلنا وساحتنا التشكيلية في الوقت الحالي، تبعات وأعباء من الماضي"، مشيراً إلى أنه من المخزي أن تثار الآن وأن يصر جيل الماضي على توريث الضغائن واختلافات وجهات النظر السابقة بين الأحياء منهم والأموات. وحول ما ذكره عبد الله إدريس أن ابن الراحل عبد الحليم رضوي"مروان"لم يدعَ إلى التدشين إلا قبل بيومين فقط أوضح عسيري متسائلاً:"أين المشكلة حين يتم دعوته قبل يومين من الافتتاح، فالموضوع لا يحتاج إلى"برتوكول"لحضوره"فحضوره للحفل كمدعو لا شائبة فيها على الإطلاق، ولكن عدم تلبيته الدعوة بسبب هذا العذر غير المقنع قد منع المتذوقين والفنانين من التمتع باللوحات التشكيلية الخاصة بوالده الراحل عبد الرحيم رضوي، الذي أفنى عمره في خدمة الساحة التشكيلية". وفي حين قال إدريس:"إن ما يحزنه في الاحتفاء هوأن تفتقر المناسبة إلى لوحات الفنان عبدالحليم رضوي، واحتلال بعض الفنانين الجزء الأكبر من القاعة وهذا ليس خطأهم بالقدر الذي هو خطأ رئيس اللجنة فلا يوجد حتى"بروشور"عن سيرة هذا الرائد الفنان رضوي"، رد عليه عسيري بقوله:"كون المحفل يفتقر إلى لوحات الفنان رضوي، فبسبب عدم رغبة ولده"مروان"تلبية الدعوة، أما بالنسبة للبروشور فنحن في عالم التطور والتكنولوجيا إذ تم عمل سيرة الفنان الراحل ولوحاته في شكل لائق عبر الشاشة البلازما في نفس المعرض". وقال عسيري:"إن الناقد إدريس يبدو لي أنه يرغب بأن يسير جيلنا على نهج جيلهم وبالأسلوب نفسه المتبع، وهذه ديكتاتورية مملة وخانقة لجيلنا". وحول ما ذكره إدريس أن أحد أسباب انسحابه،"مشاركة أسماء تدور حولهم علامة استفهام كبرى مثل هشام بنجابي وزوجته، والراحل الفنان عبدالحليم رضوي يتصدى لهذا الاسم من زمنٍ طويل فلذلك سحبتُ لوحاتي احتجاجاً"، تساءل عسيري:"لماذا هذا التناقض الواضح، فهل أنت تمثل فنك كإنسان وفنان تشكيلي أم تمثل أمواتاً هم في ذمة الله، فهل تحرمنا من فنك لأسباب تنتمي إلى زمن الركود؟". واستطرد قائلاً:"الفنان هشام بنجابي أحد الرواد في الفن التشكيلي وأحد رموزه، فقد قدم وخدم الساحة التشكيلية ومازال حتى يومنا هذا يقدم، ويكفي أن عصر بنجابي في بيت الفنانين التشكيليين بجده كان العصر الذهبي لذلك البيت، فالإساءة له هي إساءة تمثل جميع أبناء بلدك وعلى رأسهم الفنانين التشكيليين بالمملكة". ولفت عسيري إلى أن مدير جمعية الثقافة والفنون عبدالله التعزي قام باختيار أناس اختياراً موفقاً، وهم يمثلون طاقمه فأي إساءة تعني الإساءة إلى اختياره، وكأنك توجه اللوم له بطريقة غير مباشرة، فهم لا يقولون مالا يفعلون مثل من هم قابعون تحت المكيفات المركزية وينتقدون ولم يقدموا حتى ولو من خبرتهم الشيء القليل لجيلنا، مخاطباً إدريس بقوله:"أما من تقصد بتوصيفك"كل من هب ودب"فكل المشاركين من كبار الفنانين التشكيليين وهم رموز خدموا الساحة التشكيلية ومنهم: ضياء عزيز، عبدالله نواوي، طه صبان، إبراهيم بوقس، منى القصبي، محمد سيام، وأخيراً التشكيلية الفرنسية مجلي ماثيلوت". واختتم عسيري كلامه قائلاً:"إن المبدعين ينظرون إلى الإيجابيات والمفلسون هم من يبحثون في تفاصيل لا معنى لها، فلا نبحث عنها بين المقابر والأموات وقد رسمناها نحن الصغار في عقولنا عن ذاك الجيل الماضي، فأنت فنان لك وزنك ومكانتك الفنية المرموقة".