السعوديون يطلقون على منتخبهم اسم «الأخضر» ولم يكن بينهم لاعب يسمى الأخضر، ويطلق الجزائريون على منتخبهم اسم «الخُضر» ويبقى الأخضر بلّومي أشهر لاعب أنجبته الكرة الجزائرية.. وكلا المنتخبين ترك بصمته في المونديالات التي شارك فيها.. غير أنّ أعجب المقاربات بين «الأخضر» و«الخُضر» هو ما حدث لهما في العام 2011 .. فهما في أسوأ الأحوال، وبعد سنوات المجد كأنهما في عودة إلى المهد (..). السعوديون خرجوا من سباق مونديال 2010 بعد أن اعتقدوا أنّ الثواني الأخيرة ضدّ البحرين لن تكون قادرة على تدمير سنوات من العمل لبلوغ جوهانسبورغ.. وضرب الناس أخماساً بأسداس، وقالوا الحلّ في مدرب بحجم فرانك ريكارد الهولندي.. والجزائريون بعد مشاركة مونديالية فيها قليل من الحلو وكثير من المرّ، اعتقد الناس أنهم إزاء منتخب سيكون سيد القارة الأفريقية حتى مونديال روسيا، ولكن تبين أنه فشل في بلوغ نهائيات كأس أمم أفريقيا 2012 بعد أن فشل أمام تنزانيا وانهار أمام أفريقيا الوسطى والمغرب، فضرب الناس أسباعاً بأثمان، وقالوا الحلّ في وحيد خليلوزيتش البوسني.. بدأ ريكارد عمله مع «الأخضر» برفع وتيرة اللاعب السعودي الذي بقدر امتلاكه مهارات أيّ لاعب لاتيني، فإنّه يستسلم لخمول غريب، وبطء في الحركة فلا تأتي البركة (..) وبدأ خليلوزيتش عمله مع «الخُضر» بتشخيص قدرة اللاعب الجزائري، ووصل إلى أنّه لا يلعب سوى خمسين دقيقة، أما النصف ساعة الأخير من المباراة فيستسلم فيه اللاعب لأعصابه وقد يثور على خصومه وأصحابه (..). ولأنّ ريكارد جديد على المملكة، فهذا يعني أنّه قد يخطئ في تقديره للشارع وما يهوى (..) ولم يكن نجم اتحاد جدّة من بين لاعبي المنتخب لكبر سنّه كما قال ريكارد، وهو الأفضل بين نجوم دوري زين (..) وأسال هذا القرار حبرا كثيرا، وأثار لغطاً لدى الجمهور والرأي العام الرياضي، خصوصاً بعد العودة بثلاثية من أستراليا، وأصبحت عودة نور إلى المنتخب مطلباً وطنياً، استجاب له الأسمر الهولندي بقوله «أعدته لأنني اقتنعت بمستواه». أمّا خليلوزيتش الذي سبق له أن درّب في المملكة، فإنّه وجد نفسه إزاء حملة إعلامية غير مسبوقة بعد أن كشف عن قائمة اللاعبين الذين سيواجهون أفريقيا الوسطى في مباراة لا يفيد فيها ربح أو خسارة، ولكن قد تعطي ملامح فريق المواعيد القادمة، ليس بينها كريم زيّاني، بحجة أنّه مصاب، غير أنّ قائد الجيش القطري ردّ على الجنرال البوسني، بلعب مباراتين في قمة لياقته، وبأنّه سليم من أيّ إصابة، وله أن يبحث عن حجة أخرى لإقناع الناس. وفي لقاء مع الصحافة، لم يتردد وحيد في إطالة لسانه قائلاً «لم يبق إلا طرح مسألة زياني في مجلس الوزراء» ولم يجب عن السؤال مكتفياً بالقول إنّ زياني كان يعاني من إصابة قبل إعلان القائمة.. وأغلق الملف ليكشف عن استقدام لاعبين جدد. ريكارد قال إنّه لن يضمن تأهل «الأخضر» لمونديال 2014 وهو ما لا يقبل به السعوديون الذين اعتادوا حضور هذا المحفل الكروي العالمي، وما جدوى مدرب يكون طموحه أقل مما يريده الناس، أما خليلوزيتش فيقول إن هدفه مونديال البرازيل، ولو أنّ في نبرته بعض التحفظ غير المعلن. وحيد مسلم من البوسنة، أخذ شهرته في باريس لاعباً ومدرباً، وفرانك هولندي من أصول سورينامية، أخذ شهرته لاعباً في إيطاليا ومدرباً في إسبانيا، ذكرت مواقع إلكترونية إنّه على أبواب النطق بالشهادتين.. ولم يبق إلا أن يقيم المدربان مباراة بينهما، بين «الخضر» و«الأخضر» على بساط أخضر يعلق عليها صديقنا الأخضر. [email protected]