يلتقي الجاران العربيان تونسوالجزائر في مواجهة ساخنة في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة في كأس الأمم الأفريقية ال29 لكرة القدم المقامة في جنوب أفريقيا. ويدخل المنتخبان المواجهة بآمال عريضة، لتعويض خيبتهما في النسخة السابقة، إذ غابت الجزائر عن النهائيات، بينما خرجت تونس من الدور ربع النهائي. استعدادات تونس لا توحي بأنها من المرشحين الأوفر حظاً لتخطي الدور الأول، لأن يوسف مساكني أو من تطلق عليه تسمية «موزارت»، لأسلوبه الأنيق في العزف داخل الملعب ورفاقه وصلوا متأخرين إلى جنوب أفريقيا، تحديداً قبل يومين من انطلاق المنافسات. وخلافاً للظاهر، يؤكد الطرابلسي أن اللاعبين: «عملوا بشكل قاسٍ خلال فترة الاستعداد، وأعتقد بأننا سنذهب بعيداً، وأن نكون من يقرر مصير البطولة»، مستذكراً ما حدث في جنوب أفريقيا عام 1996، حين حلت تونس وصيفة بخسارتها أمام الدولة المضيفة. وفي المقابل، يرى الفرنسي من أصل بوسني وحيد خليلوزيتش «أن المباراة الأولى ضد تونس ستحدد مصيرنا في البطولة»، مستبعداً فكرة الثأر من جانب ساحل العاج، لخسارتها بإشرافه أمام الجزائر في ربع النهائي عام 2010، وقبل أن يقال من منصبه بعد المونديال في العام ذاته. ويتوجه خليلوزيتش إلى الجمهور الجزائري قائلاً: «انسوا الثأر. لقد أتينا إلى هنا مسلحين بالطموح، والتصميم على تحقيق أفضل نتائج ممكنة، سأعطي 100 في المئة من جهدي وخبرتي لمساعدة المنتخب في تحقيق هدفه» من دون أن يحدد هذا الهدف. ويقر بأن عناصر المنتخب الجزائري «لا يملكون الخبرة الكافية، لكن لديهم رغبة عارمة في الذهاب بعيداً، إذا ما بلغنا ربع النهائي فلا يمكن لأحد أن يعرف ماذا سيحصل، لأن كل شيء ممكن في أمم أفريقيا، ولم يكن أحد يراهن على فوز زامبيا باللقب في الدورة السابقة». ويضيف: «كانت لدينا بعض المشكلات على صعيد اختيار المجموعة المناسبة، بسبب كثرة الإصابات، لكن الأمور حلت بسرعة، وسأبثّ روحاً مغايرة فيها، من خلال اعتماد أسلوب يميل أكثر إلى الهجوم، وهو من المستجدات، إذ كنا ندافع بثمانية أو تسعة لاعبين، وأصبحنا اليوم أكثر فعالية، ونستطيع التسجيل». ويشدد خليلوزيتش على أنه لم يأت إلى أفريقيا «للسياحة»، لكن المنتخب الجزائري الذي وصل مطلع الشهر الحالي، كان الأكثر نشاطاً على الصعيد السياحي، رحلة في براري جنوب أفريقيا في إحدى المحميات الطبيعية، التابعة لمدينة راستنبرغ بعد التعادل السلبي مع منتخبها وحفلات شواء وغيرها من عناصر الترفيه التي قد تكون من ضمن أسلوب الإعداد الذي يتبعه المدرب البوسني. ويقول اللاعب هلال العربي سوداني: «وصلنا إلى جنوب أفريقيا باكراً، وهذا ليس من أجل السياحة، فالمدرب لديه أسلوب عمل خاص، وقد تبنينا ذلك، وبعد أكثر من 10 أيام، بدأنا نتأقلم مع المناخ والحرارة، ما أفادنا في بقية البرنامج، التحضير البدني الذي أنجزناه سيؤتي ثماره».