من غرائب كرة القدم السعودية في موسمها الرياضي الحالي الذي شارف على الانتهاء، أن يلعب الفريق الهابط لدوري الدرجة الأولى وهو فريق الوحدة على نهائي كأس ولي العهد، ويحتل الوصافة بعد الهلال الذي توِّج بطلاً لهذه المسابقة. كنت أعتقد وأتصور أن فريق الوحدة لن يستطيع النهوض سريعاً بعد صدور ذلك القرار التاريخي بهبوطه إلى دوري الدرجة الأولى على إثر شكوك من لجنة الانضباط باتحاد كرة القدم بوجود شبهة تلاعب بنتيجة مباراته مع فريق التعاون في الجولة الأخيرة من دوري زين للمحترفين..! لكن على ما يبدو أن قراءتي وقراءة غيري لم تكن دقيقة، فقد عاد الفريق الوحداوي سريعاً من خلال مشاركته في بطولة كأس الملك للأندية الأبطال، وأبى لاعبوه إلّا أن يؤكدوا أن باستطاعتهم أن يصنعوا الفوز داخل ملعبهم وخارجه، وهذا ما فعلوه أمام فريق الاتفاق في مباراتين أهَّلتا الفريق إلى الدور نصف النهائي في هذه البطولة. وبعد هذا الحضور الوحداوي على أرض الملعب، لم يعد مستغرباً أن وصل الفريق الأحمر إلى أبعد من ذلك، وكرر مغامرته السابقة ووصل إلى نهائي كأس الأبطال، بعد أن يكون قد تجاوز الأهلي في مباراتين مقبلتين، وهذا أمر وارد، كون الفرسان يعيشون الآن أفضل حالاتهم، على رغم ظرفهم القاسي جداً. ولعلي أتساءل هنا إن صحت الروايات والتكهنات والشكوك والظنون وتراكم الخبرات التي بنت عليها لجنة الانضباط قرارها بسحب نقاط فريق الوحدة في آخر مباريات الدوري، وبالتالي هبوطه إلى دوري الدرجة الأولى، وأن النادي المكي متورط في القضية، فكيف يحدث ذلك مع فريق بمقدوره أن يكون أحد المنافسين على البطولات المحلية؟ إن على الشرفاء في نادي الوحدة والغيورين على هذا النادي العريق، أن ينظفوا ناديهم ممن يشوِّهون تاريخه - إن أقرت المحكمة الدولية بهبوط الفريق، فالوحدة ليس بحاجة لمن لا يعرفون أنهم ينتسبون إلى نادٍ يقع في أطهر بقعة على وجه الأرض، وهي مكةالمكرمة. ومع انحيازي التام لكل الأنظمة واللوائح وتطبيقها على الجميع مهما كان اسم النادي ومكانته وتاريخه، إلّا أنني لا أجد في القرار الصادر على فريقي الوحدة والتعاون ممسكاً أو مستنداً للدرجة التي تهوي بفريق كبير إلى دوري الدرجة الأولى، وتحرم آخر من حقه المشروع في المشاركة في بطولة كأس الأبطال. وحتى نخرج من هذه الإشكالية و"المطب الكبير"، فإنني أقترح على اتحاد كرة القدم تنظيم دورة ثلاثية تجمع فرق الوحدة والقادسية ونجران، لتلعب دورياً بنظام الذهاب والإياب وتقام المباريات على ملاعب الأندية الثلاثة، والفريق صاحب الترتيب الأخير يرافق فريق الحزم إلى دوري الدرجة الأولى. وإن لم يجد هذا المقترح القبول، فإن الحل الآخر يكون برفع عدد فرق دوري زين في الموسم المقبل إلى ستة عشر فريقاً، مع حرمان فريق الوحدة من المشاركة في بطولة كأس ولي العهد وإشراك متصدر دوري الدرجة الأولى بديلاً عنه، أو الاكتفاء بالحرمان فقط، وبالتالي الإبقاء على العدد الحالي لدوري زين وهو أربعة عشر فريقاً. [email protected]