بعد القرار التاريخي والتأديبي الذي أصدرته لجنة الانضباط، وأيدته لجنة الاستئناف، وصادق عليه اتحاد الكرة بهبوط فريق كرة القدم بنادي الوحدة إلى دوري الدرجة الأولى، إثر سحب ثلاث نقاط من رصيده في الدوري، وإقصاء فريق التعاون من بطولة كأس الملك، على خلفية مباراتهما في الأسبوع الأخير من دوري زين للمحترفين، وما صاحب ذلك اللقاء من تأخير في النزول إلى أرض الملعب، على رغم علم الناديين بإقامة جميع المباريات في هذه الجولة في توقيت واحد، منعاً لحدوث أي تلاعب بالنتائج. ومع تأييدي الكامل لكل القرارات الحاسمة والحازمة التي تحفظ لكرة القدم السعودية مكانتها ومنافساتها الشريفة، فإنني لا أخفي تعاطفي مع جمهور نادي الوحدة الصابر، فقد سئمت هذه الجماهير «المحبطة جداً» هذا التلاعب بمشاعرها من إدارة النادي وإدارة الكرة، والذي وصل في النهاية إلى التلاعب بسمعة النادي وتشويه تاريخه! إننا أمام قرار تاريخي، رفض أن يكون للعواطف دور فيه، ووضع اسم وسمعة كرة القدم السعودية في المقام الأول، حتى لا تتكرر مثل هذه الحالات مستقبلاً، وحتى تكون جميع مسابقاتنا الرياضية، وأولها مسابقات كرة القدم، نظيفة ونزيهة وشريفة. قبل أن ترفع إدارة نادي الوحدة خطاب الاستئناف، كنت أقرأ في تصريحات رئيس النادي جمال تونسي، ومدير الكرة حاتم خيمي، ما جعلني أتوقع رفض استئناف النادي والمصادقة على القرار، إذ ظهرا غير مقنعين للرأي العام بما ذكراه من تبريرات لتأخر الفريق في النزول، كانت تشير في البداية إلى تأدية الصلاة، وفي مرة ثانية إلى محاضرة مدرب الفريق. وكلا التبريرين لم يقنع الشارع الرياضي السعودي، وبالتالي لم تقتنع به لجنة الاستئناف في اتحاد كرة القدم، فكان أن تم تأييد القرار القاضي بسحب ثلاث نقاط من الفريق، كانت كافية لهبوطه إلى دوري الدرجة الأولى، وكذا الحال بالنسبة إلى فريق التعاون، إذ تم رفض خطابه الاستئنافي الذي قدمته إدارة النادي، وطبّق عليه القرار نفسه بسحب ثلاث نقاط من رصيده، حرمته شرف اللعب في بطولة كأس الملك للأبطال. ولعلي هنا أتأسف على حال هذا النادي العريق، فقد منحه الأمير خالد الفيصل - المسؤول والرياضي - الكثير من وقته وفكره وجهده، والذي وصل إلى إقناع شخصية مالية كبيرة مثل رجل الأعمال المعروف صالح كامل بقبول رئاسة هيئة أعضاء الشرف في النادي المكي، وذلك انطلاقاً من حب الأمير لمكة وأهلها. لكن النهاية لم تكن كما كان ينظر الأمير المفكر، ولا كما كان يخطر ببال رجل الأعمال الناجح، فقد ذهبت كل الأفكار والمشاريع في لحظة غياب الفكر الذي يلاقي فكر الأمير وطموحاته ورؤيته البعيدة، وبات من الضروري الآن البحث عن شركاء جدد يلتقون مع فكر ورؤية الأمير خالد الفيصل، فالوقت الآن للتفكير في كيفية عودة الوحدة إلى دوري المحترفين، وليس في رفع شكوى إلى الاتحاد الدولي. [email protected]