لماذا يفترض من العالم أن يحب الإبداع؟ إذا قمت بزيارة معرض فني، فإن أي عنصر يحمل سمة الابتكار القيم يلفت انتباه أي مشاهد أو مقتن أو زائر. كيف يستأثر المبدع أو المبتكر بخيال الجمهور؟ فقد يجد الكثير في مجتمعنا الخوف والتردد لإيجاد حلول حديثة تتحدى المنتجات العالمية، باعتقادهم أن المبدعين العرب هم حقاً نادرون. معهد المهارات والفنون في مدينة الرياض يؤمن بعكس ذلك. هذا المعهد الذي حرصت على أن يؤمن كل الوسائل والأدوات الحديثة والمعلمات المتخصصات في شتى المجالات الإبداعية صاحبته ورئيسة مجلس إدارته الأميرة أضواء بنت يزيد، تعاقدت مع جامعة أسترالية بمنح طالبات المعهد دبلوماً ينمي الجانب المبدع في داخل الطالبة وثقافة تشجعها على معانقة الأفكار الجامحة، وتغذي روح المغامرة في طرح أفكارها، فكانت ثمرة هذا المعهد خمس عشرة خريجة دبلوم سنوياً، وصل بعضهن إلى العالمية. عرض المعهد لخريجاته لهذه السنة في المرحلتين الأولى والثانية والأخيرة يعتبر سنة التخرج. وتحدثت أولجا كوسلفسكا، أحد مدرسي مادة التصميم بالمعهد أن اللون الأسود في ملابس المرأة هو ملك الألوان لأن بلمسات بسيطة من الحلي قد تجعله يناسب جميع المناسبات، ومشروع طالبات المرحلة الأولى كان لهذا الغرض، أما طالبات المرحلة الثانية وهن من حصلن على دبلوم هذا العام 1432 في مجال تصميم الأزياء، وهن أحلام المطلق وأمل العويضة ولورا السالم ومشاعل البطي ومنال الفارس ونورة الحمد وعلا العويضة وريهام النابت فتحدثن عن أزيائهن وكأنها لوحات تشكيلية رائعة في الذوق والفكر وكل طالبة لها ذوق يميزها عن الأخرى في تصميم الأزياء. أما خريجات مادة الفنون البصرية، فأعمالهن جميعها تنتمي إلى المدارس الحديثة التي تسمى"المفاهيمية"ولا تعتمد هذه المدرسة على اللوحة فقط، بل يأتي العمل الفني كفكرة فلسفية معبرة بخامات مختلفة عن رؤية وطموح الفنان، بطرح أفكاره ومعتقداته بأي خامة، فمثلاً طرحت بدور القرعاوي عمل يثبت أن الإنسان يمر بمراحل في الحياة وظروف مختلفة وتركت للمتلقي أن يحدد مرحلته التي يمر بها، من خلال اختياره لعمل من أعمالها الفنية. أما ابتسام المطلق فانها لا تستسلم للأعذار التي قد نتخذها كهروب من تحقيق ذاتنا وإثبات هويتنا. وكذلك لولو المهنا وريدهي مهاتري وريم السبيعي وطرفة آل سعود كل منهن كان له طرح قوى وفلسفة عميقة بأعمالهن. واستطاعت مشاعل الفارس أن تصنع لنفسها ماركة تنافس العالمية هي"موشي". وببصمات أنثى واثقة وصلت ريم الكنهل بأعمالها إلى دور أزياء عالمية عدة مثل سيكس أفانيو، وكما استعانت جامعة واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية بعدد ليس بقليل من تصاميم الحلي السعودية بطريقة معاصرة من طالبات المعهد وكذلك دور أزياء DNA وهارفي نيكولس وغيرها من دور الأزياء العالمية. يذكر أن هؤلاء المبدعات لا يقوى أن يقف في طريقهن اي نوع من الإحباط، فان النجاح والتحدي هما الشعور الذي شاركه جميعهن، على رغم اختلاف مواضيعهم الإبداعية ووجهات نظرهم الابتكارية وقلة الإعلام عنهم في مجتمعنا العربي الذي هو في أشد الحاجة إعلامياً لدعم وإبراز هذه المواهب الشابة الندية والعملاقة في الابتكار والتعبير علمياً وعملياً.