فلتكن صفحاتنا الشائكة هي ثقافة الانفتاح الوليدة، ثقافتنا الوليدة هي صفحات مليئة بأشواك الشك بالمختلف وبأحادية النظرة والنزعة للتعامل مع رغبات التنويع بممارسات القمع والوصاية الجبرية، هي ثقافة وجوب الانصياع لجبروت تيار كاسح واحد والانصهار في بوتقته. كيف يسترسل القلم على صفحات مفخخة بأسنان المبارد الحادة التي تجبره على رفع لغته إلى غريب الألفاظ والتراقص حول المعاني والاتكاء على الإيحاءات. ثقافة الحوار والاستماع إلى المختلف هي ثقافة مكتسبة، لأن طبيعة الثقافة هي الانصهار في قالب واحد، يأتي هذا القالب أحياناً على شكل متناسق يُسمى اللغة، وتتصارع المفاهيم في الثقافة حتى يسيطر أحدها على البقية وتتدخل السياسة أحياناً لتغليب مفهوم على آخر، فأحادية المفاهيم تؤدي إلى أحادية المصب النهائي للإنتاج البشري، ذلك الإنتاج الذي تترجمه الأرقام إلى لغة اقتصاد ومال، وهنا نستطيع رؤية لعبة المصالح وهي تكرس توحد الثقافة وتفعل أدوات ذلك التوحد كالوصاية الفكرية والإقصاء الفكري وغيرها من الأدوات. القلم لا يسترسل إلا على صفحات سلسة ناعمة، والنعومة هي نتاج ثقافة مكتسبة تكافح ضد جذب طبيعة الانصهار المتواصلة، فطوبى لأقلام تكتب في ثقافات حديثة عهد بانغلاق... ثقافات لا تزال ترزح تحت وطء الوصاية والإقصاء التي تخللتها حتى العظم، بدءاً من الفرد والأسرة، مروراً بالوحدات الاجتماعية والاقتصادية الأكبر وصولاً إلى المراجع التي تتعمق أبعادها إلى صفحات التاريخ العتيقة. تلك الأقلام تسير على إيقاعات صعبة، تهدف إلى إيصال المعني من دون الاصطدام بأشواك ثقافة الرفض... فطوبى للمسافرين على طرقات الأشواك. أديب الجهيمي - جدة [email protected]