أوصى إمام وخطيب المسجد الحرم في مكةالمكرمة الشيخ الدكتور أسامة خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل وتذكر الوقوف بين يديه سبحانه وتعالى، وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام أمس إن الرغبة في الخير والدأب في طلبه وطرق أبوابه شأن كل أواب حفيظ، وديدن من خشي الرحمن بالغيب وابتغى الوسيلة إلى رضوان ربه الأعلى، وبين أن دلائل سعة رحمته وواسع فضله على عباده وإرادته الخير بهم لتبدو جلية بينه في سعة وتعدد أبواب الخير التي أمرهم ووصاهم بها ودلهم عليها، وإنها لأبواب خير مشرعة في كل حين، وإنها لتستغرق كل أيام العام فليس شهراً من شهوره إلا ولأيامه أو لياليه وظائف يلج منها العبد إلى جمهرة من الطاعات وحشد من القروبات يزدلف بها إلى مولاه وتقر بحسن الثواب عليها عيناه، وإذا كان المسلم قد ختم عامه بعبادة ربه المتمثلة في حج بيته والعمرة، وذكره سبحانه في أيام التشريق والتقرب إليه بذبح ونحر الأضاحي وبصيام يوم عرفة من غير الحاج، وغيرها من القرب الواقعة في شهر ذي الحجة آخر شهور العام، فإنه يفتتح عامه بعبادة ربه المتمثلة في صيام شهر الله المحرم أول شهور العام الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن صيامه أفضل الصيام بعد رمضان. وأوضح أن أوكد الصيام في شهر الله المحرم صوم يوم عاشوراء لما ورد من الجزاء الضافي والأجر العظيم لمن صام يوم عاشوراء، مشيراً إلى أن الأجر الذي وعد به يحفز الهمم إلى كمال الحرص على صيامه واغتنام فرصته وعدم إضاعتها تأسياً بهذا النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ومتابعة له، و مضيّاً على طريق السلف الصالح رضوان الله عليهم الذين كان لهم من العناية بصوم هذا اليوم لا نظير له. ودعا الدكتور الخياط المسلمين إلى الحرص على استغلال فرصة هذا اليوم المبارك العظيم بالصيام مخلصين العمل لله متابعين فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكونوا ممن فاز فوزاً عظيماً. وفي المدينةالمنورة حذر إمام المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة الغافلين والمعرضين عن طاعة الرحمن، وأوضح أنه من السعادة أن يطول عمر المسلم وهو إلى طاعة ربه، وخاطب المسلمين قائلاً:"إن الأمة في أحوج ما تكون إلى معرفة المبادئ التي يتحقق بها الأمن من المخاوف والأمان من الشرور والمخاطر"، مؤكداً أن أمتنا في ضرورة إلى معرفة الأسباب التي تدرأ الشرور في الحاضر والمستقبل، ألا وأن هذه المبادئ لا تكون إلا في أن تعيش الأمة حلاوة الإيمان الصادق الذي يصدقه العمل بشريعة الرحمن والوقوف عند حدود القرآن، وأفاد آل الشيخ أنه في العام المنصرم قد عانت الأمة من محن وفتن وقاست مصاعب ولا تزال مصابة في كثير من أبنائها وبلدانها، وقال:"إن المسلمين قد آن لهم أن يستجيبوا لله العلي القدير ولرسوله صلى الله عليه وسلم في كل شأن من شؤونهم وأن يحكموا شرعه في أحوالهم وأوضاعهم ومجالات حياتهم. موضحاً أنه لا مخرج من هذه المصاعب كالشقاء السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلا بتوبة صادقة إلى الله ورجعة جادة إلى مبادئ الإسلام وقيمه وثوابته.