فضّل خادم الحرمين الشريفين افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا في “يوم الوطن”، في يوم يعد مناسبة خالدة في ذاكرة السعوديين تعبّر عن طموحاتهم وتطلعاتهم وأمنياتهم، كما تعبّر عن التطوّرات والنقلات التاريخية في مسيرة المملكة الحديثة وانفتاحها الثقافي والعلمي. واعتذر الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن المشاركة في مناسبات دولية مهمة، كالجمعية العمومية للأمم المتحدة، واجتماع قمة دول العشرين، لمشاركة شعبه في يومه الوطني، وليفتتح منارة علمية جديدة، في رسالة منه إلى أبناء هذه البلاد بأهمية هذه الاحتفالية الوطنية، ولاستلهام تاريخ وطن مجيد، ومسيرة وطنية تستحق الاحتفاء، وللتأكيد على الولاء والعطاء والوفاء لهذه البلاد. لا شك في أن تحفيز قيم الوطن واللُحمة الوطنية في هذا اليوم، يضيف رصيداً مهماً لأمجاد ومنجزات هذه البلاد وتاريخها، ويجدّد مجدها ومكانتها بين دول العالم، خصوصاً وهي تحتفل في هذا اليوم 23 أيلول (سبتمبر) بتدشين جامعة بمواصفات عالمية للعلوم والتقنية والتكنولوجيا، لكي تضاف لرصيد العقل البشري. خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في مكةالمكرمة في منتصف شهر سبتمبر 2009، لفت خادم الحرمين الشريفين إلى أن الاحتفاء باليوم الوطني ال79، يعد تجسيداً للوحدة الوطنية والحفاظ على منجزات الوطن، والالتزام بالمزيد من تكريس الجهود لتحقيق التنمية في مختلف أركانها، وهذا يعني أن الوحدة الوطنية تتطلب الاحتفاء باليوم الوطني، والافتخار بمنجزات الوطن ومكتسباته، ليكون يوماً تذوب فيه التشوّهات والعصبيات والتصنيفات، لرسم لوحة وطن خضراء تنبذ الغلو والتطرف، وتحضّ على الحب والسلام. يطل علينا في هذا العام اليوم الوطني السعودي ال79 منذ توحيد المملكة سنة 1351ه على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، يرحمه الله، و”ترمومتر” التنمية والتقدم والرفاهية في تصاعد مستمر، والبلاد تصعد بخطى واثقة وأياد متشابكة ومجتمع واحد نحو بلوغ أهداف تعانق طموحات الابناء وأمنيات الآباء، مستمدة قوة من عبق تاريخها الحافل بالبطولات والأمجاد التي سطرتها الأجيال، جيلاً بعد جيل، وعاماً بعد عام، حتى وصلت المملكة إلى ما وصلت إليه من تطور وتقدم يُشار له بالبنان. إنها ملاحم بطولية تعمّق معاني الوحدة الوطنية، وتجعل من هذا اليوم عيداً وطنياً يجدد فينا الولاء والانتماء، وتحفز «هرمون» البذل والعطاء، وتعيد ذاكرة الأبناء إلى إنجازات الآباء والأجداد، حتى لا تمحوها تضاريس السنين من تاريخ مكتوب بماء الذهب. في مثل هذا اليوم يحق لنا أن نستعيد الذكريات، ونسترجع الدعوات والشعارات الوطنية، التي تزيد من أواصر الوحدة واللُحمة الوطنية، وتجعل من التواصل بين ابناء البلاد إيجابياً قائماً على التسامح والإخوة، التي تمكّن الوطن من الاستفادة من جميع أبنائه في البناء والتنمية والتقدم والازدهار. ان ما وصلت إليه مملكة الإنسانية خلال السنوات الماضية، من تطور وتقدم ونماء وخير ورفعة، يجعل أكثر المتشائمين متفائلاً بمستقبل وخير وأمن واستقرار، يعم الجميع ويفيض على الآخرين. إننا نشهد في احتفائنا كل عام باليوم الوطني، احد المنجزات الضخمة التي تحقّقها المملكة، وهذا العام تحتفل المملكة بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا في ثول. أليس وطناً كهذا يستحق أياماً وأسابيع وطنية، وليس يوماً واحداً لسرد تاريخه المضيء، وحاضره المشرف ومستقبله المشرق؟ إنه حقاً وطن يستحق أن نستريح يوماً على رحابة تاريخه، نجدّد العهد والولاء، ونملأ القلوب أملاً وأمنيات، والأرض خضرة، ونمسك بخيوط المستقبل تنمية ورفعة، ونفتح صحائف التاريخ، لنسجل بأحرف من نور مسيرة وطن، وتلاحم شعب وقيادة جعلت من الفرقة وحدة وتماسكاً، ومن الصحراء جنة مخضرّة، ومن الانتماء عملاً وإنجازاً، ومن قيم ومعاني الولاء، علماً أخضر يرفرف في مداخل البلاد ونوافذها وأبوابها الواسعة. [email protected]