في 2009 نفذ القراصنة نحو 92 عملية، أسفرت عن احتجازهم لنحو 268 من البحارة، وتنامى الاهتمام بمدى تنظيم وتجهيز هذه المجموعات التي تعمل في المياه الإقليمية الصومالية والدولية، التي تجاورها، بعد واقعة اختطاف ناقلة النفط السعودية الضخمة"سيريوس ستار"، التي يبلغ طولها 330 متراً، ويعادل وزنها وزن ثلاث حاملات طائرات، وكانت تحمل أكثر من ربع صادرات السعودية اليومية من النفط، أي حوالى مليوني برميل نفط، بلغت قيمتها 100 مليون دولار. وجرى اختطاف الناقلة في حركة تمويهية على بعد 830 كيلومتراً قبالة ساحل كينيا، عند مومباسا، قبل قيادتها إلى قبالة مرفأ هرارديري، أحد معاقلهم على السواحل الصومالية، ويقع على مسافة 300 كيلومتر شمال العاصمة مقديشو. والناقلة مملوكة لشركة أرامكو السعودية، وتقوم بتشغيلها شركة"فيلا إنترناشيونال مارين"، ومقرها دبي، وتعد فرعاً لشركة أرامكو. وأظهرت عملية اختطاف الناقلة السعودية أن القراصنة مدربون بشكل جيد، ويستخدمون أجهزة حديثة، مثل هواتف الأقمار الاصطناعية وأجهزة الاستدلال، وتحديد المواقع العالمية، باستخدام الأقمار الاصطناعية، التي تستخدم نظام GPS الأميركي في رصد ومتابعة السفن التجارية والناقلات المستهدفة، وتحديد وجهة سيرها إلى الموانئ الصومالية، التي تستخدم كمرافئ للقراصنة. وتتكون عصابات القراصنة الصوماليين من مجموعات متباينة من الأفراد، تتنوع خلفياتهم وجنسياتهم، وأول هذه المجموعات البحارة السابقون، وهم العقل المدبر والمنفذ الأساسي لهذه العمليات، لمعرفتهم الجيدة بالبحار وقواعد قيادة المركبات البحرية. والمجموعة الثانية هم أعضاء سابقون في الميليشيات المتحاربة، وهم الاداة المنفذة الرئيسة لهذه العمليات، اعتماداً على خبرتهم العسكرية، يُضاف إلى هؤلاء الخبراء الفنيون، وهم العقول المحركة للعمليات، بسبب خبرتهم في عالم الكومبيوتر، ومعرفتهم بتشغيل أجهزة تحديد المواقع الملاحية وهواتف الأقمار الاصطناعية والمعدات العسكرية المتطورة التي يستخدمها هؤلاء. وتتقاسم المجموعات الثلاث الفِدى المالية الكبيرة المتحققة من وراء عمليات القرصنة، والتي تدفعها شركات الشحن البحرية نقداً. ويقول تقرير صادر عن مركز تشاتهام هاوس للأبحاث الذي يتخذ من لندن مقراً له إن"القرصنة أمام السواحل الصومالية كلفت شركات الشحن البحرية في العام الماضي 30 مليون دولار في صورة فِدَى مالية".