قاد القراصنة الصوماليون ناقلة النفط السعودية العملاقة"سيريوس ستار"التي اختطفوها في المحيط الهندي الى قبالة مرفأ هرارديري، الذي يعتبر من معاقل القراصنة، على بعد 300 كيلومتر شمال مقديشو. وطالب شخص عرف عن نفسه بأنه أحد القراصنة، في اتصال بثته قناة"الجزيرة"، بفدية لإطلاق الناقلة وطاقمها المؤلف من 25 شخصا، واشار الى بدء مفاوضات في هذا الشأن. وقال بيلي محمود قابوساد، مستشار رئيس منطقة بونتلاند الصومالية، التي اعلنت استقلالها من جانب واحد:"تلقينا معلومات ونعرف الآن ان السفينة راسية قرب هرارديري". واضاف:"ان هؤلاء الناس القراصنة من منطقة مقديشو. وقد خرجوا الى البحر منذ عشرة ايام على ظهر ثلاثة زوارق سريعة. وهم مجموعة مجهزة ومنظمة بصورة جيدة". وهرارديري احد المرافئ التي يستخدمها القراصنة الصوماليون فيقتادون اليها السفن التي يختطفونها في انتظار تلقي الفدية التي يطالبون بها مقابل الافراج عن السفن وطواقمها. واختطف القراصنة السبت الماضي الناقلة"سيريوس ستار"وطولها 330 مترا وهي تحمل مليوني برميل من النفط الخام وسط المحيط الهندي على مسافة اكثر من 800 كيلومتر جنوب شرقي مدينة مومباسا في كينيا، في عملية غير مسبوقة. والناقلة مملوكة لشركة ارامكو النفطية السعودية وتقوم بتشغيلها شركة"فيلا انترناشونال مارين"التي مقرها دبي وهي فرع لشركة ارامكو. وأعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، ان مالكي الناقلة يتفاوضون مع القراصنة. وقال الأمير سعود الفيصل في روما، ردا على سؤال عما اذا كان بإمكانه تأكيد ان الخاطفين طلبوا فدية، ان مالكي الناقلة"يتفاوضون على هذه القضية"مضيفا ان الحكومة السعودية لا تحبّذ التفاوض مع"القراصنة والارهابيين والخاطفين"الا ان كلمة الفصل الاخيرة لمالكي الناقلة. وكان رجل عرف عنه باسم فرح عبد جامع في تسجيل بثته قناة"الجزيرة"مترجما الى العربية، أعلن ان"هناك مفاوضين على متن السفينة وعلى الارض، عندما يوافقون على الفدية سيتم احضارها الى السفينة نقدا وسنضمن سلامة السفينة التي تحمل الفدية". واضاف:"سنقوم بعدّ النقود آلياً"، محذرا من ان"لدينا آلات للتعرف على النقود المزوّرة". ولم يحدد الرجل قيمة الفدية في التسجيل. وخطف"سيريوس ستار"هو اكبر عملية قرصنة جرت حتى الآن قبالة سواحل الصومال وهي تشكل تحديا حقيقيا للقوة البحرية الدولية المكلفة حماية حركة الملاحة التجارية في هذه المنطقة. وجاء هذا الهجوم في وقت سجلت فيه اعمال القرصنة قبالة سواحل الصومال رقما قياسيا منذ بداية العام. وافاد المكتب البحري الدولي ان 92 سفينة تعرضت منذ بداية 2008 لهجمات القراصنة، بينها 11 هجوما في الفترة من 10 الى 16 تشرين الثاني نوفمبر فقط ، في المحيط الهندي وخليج عدن هذا العام، اي ضعف عدد السفن التي اختطفت في العام 2007. واضاف المكتب البحري ان القراصنة سيطروا على 36 من هذه السفن التي هاجموها ويحتجزون منها الآن 14 سفينة وافراد طواقمها وعددهم 268 بحارا. وغالبا ما تكون الفدية التي يطالب بها القراصنة متناسبة مع قيمة السفن المختطفة، ومن المتوقع في هذا الاطار ان تفوق مطالبهم للافراج عن"سيريوس ستار"وطاقمها المؤلف من 25 بحارا مستوى مطالبهم الاعتيادي بمليون الى اربعة ملايين دولار. واعلنت البحرية الهندية امس انها دمرت سفينة كان القراصنة الصوماليون يطلقون منها زوارق للاقتراب من السفن التي تبحر قبالة السواحل الصومالية، ما يعني توجيه ضربة شديدة الى قراصنة البحار الذين اختطفوا رغم ذلك ثلاث سفن جديدة. واوضحت البحرية الهندية ان فرقاطة هندية دمرت مساء أول من أمس واحدة من"السفن الكبيرة"للقراصنة، وهي المعروفة ب"السفن الأم". وقد وقع الاشتباك عندما تعرضت الفرقاطة"اي ان اس تابار"التي تجوب المياه في خليج عدن في اطار جهود مكافحة القرصنة لإطلاق النار من جانب سفينة القراصنة مما دفعها الى الرد عليها. وهذه"السفن الام"هي سفن شحن تحمل زوارق سريعة يستخدمها القراصنة في مهاجمة السفن الاخرى. وتعتبر الهند من بين دول عديدة ارسلت سفنا حربية قبالة السواحل الصومالية لمواجهة عمليات القرصنة البحرية التي تزايدت بصورة مثيرة. ويعتبر فقدان احدى هذه"السفن الام"ضربة شديدة للقراصنة. وافادت مصادر في المنطقة ان القراصنة يمتلكون اثنتين من هذه"السفن الام"احداهما تنشط في خليج عدن والثانية في المحيط الهندي، مما يتيح لهم مهاجمة سفن على مسافات بعيدة للغاية عن السواحل. ومن ناحية اخرى، اطلق القراصنة سراح السفينة"ام في غريت كرييشن"التي ترفع علم هونغ كونغ وعن افراد طاقمها الخمسة والعشرين وهم 24 صينيا وسريلانكي كانت قد اختطفتهم منذ شهرين. نشر في العدد: 16666 ت.م: 20-11-2008 ص: 10 ط: الرياض