أعلنت السعودية رفضها التفاوض مع القراصنة الذين يحتجزون حاملة نفط سعودية عملاقة، في حين ذكر شهود ان قوة تابعة للاسلاميين في الصومال توجهت الى ميناء هرارديري حيث تحتجز الناقلة بحثا عن القراصنة. واكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في أوسلو امس رفض التفاوض مع القراصنة، مكررا اعتبار القرصنة البحرية"شراً ينبغي القضاء عليه تماما مثل الارهاب". واضاف إثر لقاء مع نظيره النروجي يوناس غاهر ستويري"ان المفاوضات ودفع الفديات من شأنها تشجيع القرصنة ولا تحل المشكلة". وكانت انباء تحدثت عن طلب القراصنة مبلغ 25 مليون دولار للافراج عن الناقلة"سيريوس ستار"المحملة بمليوني برميل من النفط الخام والتي استولوا عليها السبت الماضي في عملية غير مسبوقة. وقال الوزير السعودي إنه لا يعرف ما اذا كان ملاك الناقلة يتفاوضون مع القراصنة. وردا على سؤال عن مفاوضات محتملة مع القراصنة قال الفيصل"ليس في مستوى الحكومة. ونحن لا نعرف ان كان اصحاب الناقلة يفعلون ذلك ونحن لا نشجعهم على ذلك". وكرر تأكيد ان بلاده على استعداد للمشاركة في قوة بحرية دولية في مواجهة القرصنة. واوضح وزير خارجية النروج ان بلاده على استعداد ايضا للمساهمة في هذه القوة لكن ليس قبل دخول فرقاطات جديدة الخدمة"في 2009 او 2010". في هذه الاثناء، قال مواطن صومالي في اتصال هاتفي من هرارديري إن قوة من"الاسلاميين"وصلت الى المرفأ الصغير بحثا عن القراصنة، واضاف:"الاسلاميون قالوا إنهم سيهاجمون القراصنة لخطفهم سفينة مملوكة لدولة اسلامية". وتابع:"وصل الاسلاميون للبحث عن القراصنة. شاهدت أربع سيارات مملوءة بإسلاميين يطوفون بكل ركن في البلدة." ويقاتل متمردون اسلاميون حكومة الصومال والقوات الاثيوبية المتحالفة معها منذ نحو عامين، وينفون مزاعم عن تواطئهم مع القراصنة ويقولون إنهم سيقضون عليهم اذا تولوا السلطة. وكانت انباء سابقة تحدثت عن انتشار ما لا يقل عن مئة مسلح يدعمون القراصنة في المرفأ خشية وقوع هجوم عليه لتحرير الحاملة. وقال مصدر في هرارديري ان المقاتلين تجمعوا في المرفأ ومحيطه خشية ان يتعرض لهجوم القوات البحرية التي تكافح القرصنة قبالة الصومال. وذكر مواطن صومالي من سكان هرارديري يدعى محمد عوالي ان"المقاتلين جاؤوا من منطقة غولغودود ومودوغ"في وسط الصومال. واضاف:"انتشر بعضهم في المدينة في حين تحصن آخرون في قرية مجاورة حيث يمكن استدعاؤهم عند الحاجة". وفي نيويورك، قدمت الولاياتالمتحدة مشروع قرار الى الاممالمتحدة حول تعزيز الرد الدولي على القراصنة الصوماليين، حسب ما اعلنت الديبلوماسية الاميركية في الاممالمتحدة روز ماري ديكارلو. وقالت اثر مشاورات الخميس حول هذا المشروع في مجلس الامن ان النص"سيوسع مجال سلطة القرار 1816". وفي طهران، قالت"شركة الخطوط الملاحية للجمهورية الاسلامية الايرانية"امس ان القراصنة الصوماليين قدموا مطالبهم للافراج عن سفينة استأجرتها الشركة وترفع علم هونغ كونغ، لكنها لم تكشف عنها. وكانت السفينة"ديلايت"التي تحمل 36 ألف طن من القمح خطفت هذا الاسبوع قبالة الساحل اليمني وهي في طريقها الى ايران قادمة من ألمانيا، وكان على متنها طاقم من 25 شخصا. وفي نيروبي ا ب قال وزير الخارجية الكيني موسيس ويتانغولا إن القراصنة الصوماليين جمعوا اكثر من 150 مليون دولار من الفدى خلال عام، ودعا اصحاب السفن الى عدم دفع فدى مقابل الافراج عن سفنهم المختطفة. وقال ويتانغولا:"علمنا انه خلال الاشهر ال12 الماضية، قاربت المبالغ التي دفعت الى هؤلاء المجرمين 150 مليون دولار، ولهذا اصبحوا اكثر جرأة في نشاطهم". من جهتها، قالت اكبر شركة في العالم لناقلات النفط انها قد تغير خط سير ناقلاتها مما يعني زيادة كلفة النقل اربعين في المئة. نشر في العدد: 16668 ت.م: 22-11-2008 ص: 11 ط: الرياض