عندما يتأمل الإنسان كلمة"الماضي"يستنتج بأنه فعلٌ قد ولى ورحل وأكل عليه الدهر وشرب، ولكن عندما يكون"الماضي"مجرد بضعة أعوام قليلة تعبر بسرعة لا يكاد يشعر بها الإنسان تبدأ هنا صراعات وخطط مستقبلية سريعة إن لم تكن خطة طارئة. اليوم نشهد وعلى مرأى الجميع ما يُسمى بالتعداد السكاني وازدياد عدد أفراد الشعب والمقيمين وحتى عابري السبيل، وحتى نكون في صورة واضحة وصادقة مع الذات في مغامرة نرجسية مع النفس، هل يجب علينا مراجعة بعض الحسابات؟ من البديهي والطبيعي أن يزداد تعدادنا بنسبة معقولة أو بنسبة تزيد بشكل بسيط ومحدد، ولكن عندما نتفوق على ما يمكن للعقل أن يتصوره، هنا فقط يجب علينا أن نقف وقفة جماعية وننظر إلى ماذا نريد الوصول إليه. بصدق نحن نعاني أساساً من مشكلة"العنوسة"، إضافة إلى هاجس التحاق خريجي الثانوية بالجامعات التي يكاد يتمكن الطالب العادي الالتحاق بها وإن لم أبالغ لا يدخل الجامعة سوى النخبة. كن منطقياً مع نفسك، كيف يستطيع طالب عادي أن يلتحق بجامعة وهنا 20 ألف طالب متقدم وفي النهاية تبدأ بإلقاء اللوم على الجامعة ولكن الحقيقة أنت من أخطأ بحق نفسه وحق أسرته. ما أريد قوله نحن أصبحنا ننجب أطفالاً بأعداد خيالية وفي النهاية يتكرر مسلسل"ما عندي فلوس، مو لازم مصروف، دبر نفسك، البنت نهايتها لبيت زوجها"، علماً بأنك أساساً غير مقتنع بكل هذه الأفكار ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها. يجب علينا أن نتدارك مسؤوليتنا ولا نؤجلها لمستقبل هو بيد الله وحده ولا نلعب لعبة الحظ"بالنرد"، يجب أن نفكر ونراجع أنفسنا في الإنجاب، لا أريد أن أضع أرقاماً أحدد بها تعداد الأبناء، ولكن أنظر لمقدرتك وفكر في مستقبل أبنائك وكيف ستأمنه بعد 20 عاماً من الآن، والتعداد يمشي والحسابة بتحسب. نايف المطلق - الطائف [email protected]