اكتفت عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة مضاوي الحسون بالقول"لا تعليق"على ترشيح نفسها لانتخابات مجلس الغرفة الأخيرة، معلقة أن الانتخابات الأخيرة لا تستحق الحديث عنها. وأكدت أنها كانت من أوائل سيدات الأعمال اللائي دخلن انتخابات الغرفة التجارية في وقت كان وجود المرأة في قطاعات العمل غير مرغوب فيه حتى باتت في ذهن الناس مفتاح النجاح للمرأة السعودية. وقالت في حوار مع"الحياة"إن هناك تجاهلاً للمرأة من قطاعات الدولة، خصوصاً تكريم المتميزات منهن، وأشارت إلى أن المرأة لا تنافس الرجل كما يُثار، وبيّنت"إذا وقفت المرأة أمام الرجل كمنافس ما الذي ستكسبه؟". وتطرقت الحسون إلى العراقيل التي تواجه فتح المشاغل النسائية ودورها في لجنة الشباب، وأوضحت أنها تعشق التحديات، وستكون أول من يقود السيارة في حال سُمِحَ للنساء بذلك، وهي حالياً تعطي جل وقتها لأبنائها، وقالت"إذا لم أنجح كأم فأنا فاشلة في كل شيء"... فإلى تفاصيل الحوار: بداية، كيف تقيمين تجربتك كأول امرأة ترشح نفسها للانتخابات في غرفة جدة؟ - رشحت نفسي لانتخابات عضوية مجلس إدارة الغرفة التجارية، وكانت هذه أول مرة بعد 60 عاماً يُسمح للمرأة بدخول الانتخابات، وكان ذلك في العام 2005، كانت هناك مسيرة و أنا من روادها، إذ كن سيدات الأعمال لا يعلمن عن بعضهن شيئاً، ولم يكن لهن صوت، وكانت رئيسة مجلس سيدات الأعمال العرب الشيخة حصة قدمت في زيارة إلى السعودية وطلبت من الاميرة فهدة أن تجمع سيدات الأعمال ببعضهن البعض، فطلبت مني الاميرة فهدة أن أجمع سيدات الأعمال وبالفعل جمعتهن بعد تعب، ولم أكن اعلم أن هناك نسبة كبيرة من سيدات الأعمال إلا حين بحثت عنهن لأنه لا يوجد مقر يجمعهن. وكان اللقاء مع الأميرة مثمراً وقالت لنا، لماذا لا تثبتوا وجودكم؟ إذ كانت المرأة في ذلك الوقت لا تحكي ولا تظهر في الإعلام، وإن ظهرت في الإعلام تجد رد فعل سلبي تجاهها، ففضلت المرأة السعودية العمل في الكتمان وحرصت على ذلك لأنه غير مرغوب فيها، ولم تكن الدولة ولا المجتمع يشجعانها في أعوام مضت، لكن الآن تغير الوضع فأصبحت المرأة تظهر بالإعلام، ودخول سيدات في الغرفة التجارية، وحين رشحت نفسي للانتخابات كنت صوت المرأة السعودية لانجازاتها ووجودها على الساحة الاقتصادية، ووجودنا في قطاع المرأة غير مرغوب أن تعمل فيه، بداية من السجل التجاري، إذ كانت هناك صعوبة كبيرة أن يوجد اسم امرأة في السجل التجاري، فترات من الوقت ضائعة، حتى تحصل المرأة على سجل باسمها، وحتى يتم وضع اسم المرأة على خريطة القطاع الاقتصادي، كانت هناك صعوبات كبيرة. هل تغير الوضع الأن؟ - نعم... فقد اصبح من السهل على المرأة أن تحصل على سجلات تجارية، ومقبولة اجتماعياً ومشجعة كثيراً من الدولة، إذ يوجد في خطة التنمية الثامنة جزء كبير لتنمية المرأة وأعمالها في القطاع الاقتصادي، كان عمل المرأة محصوراً في التعليم والطب، وإن عملت بتخصص نادر تعمل بصفة غير رسمية، أنا أختي تخرجت مهندسة من أميركا لم تجد عملاً في السعودية، وكثيرات من السعوديات اللاتي أثبتن نجاحهن في الخارج ويحتضنهن الخارج، وبعد أن كرَّم الملك عبدالله الدكتورة خولة، وهذا أول تكريم للمرأة السعودية في وطنها، لأنه نادراً ما تُكرَّم المرأة في الداخل، وهذه سابقة وأرجو أن تحذو حذوها كل الجهات التنفيذية، لأن معظم الوزارات لا تعترف بنجاح المرأة. مثلاً هل وزارة الصحة كرَّمت الطبيبات اللاتي نجحن في الخارج وأخذن براءات اختراع، عندنا غادة المطيري التي في أميركا واكتشفت دواء السرطان، مَنْ كرمها؟! هل حاولت مضاوي الحسون أن ترشح نفسها للمرة الثانية؟ - نعم حاولت ولكن الانتخابات الأخيرة"لا تعليق"عليها ولا تستحق حتى أن أتكلم عنها. من دعم مضاوي الحسون؟ - نحن من عائلة تقدر العمل ولا نستطيع الجلوس في البيت، ولا أتخيل واحدة من نسائنا تجلس بلا عمل، وأخواتي من رواد التعليم في المملكة، أربعة أولاد وثماني بنات، نحن عائلة ثقافتنا العمل، أخذنا والدي منذ الصغر إلى القاهرة للدراسة ورغبة منه في تعليمنا احسن تعليم، على رغم انه جاهل وليس متعلماً، فكان يعطينا ما حُرِم منه بسخاء، ولا أحب أن أقارن المرأة بالرجل لأنهما مختلفان، وأنا احتاج الرجل بقوة في حياتي ومجتمعي وأسرتي، فأنا إذا وقفت أمام الرجل كمنافس ما الذي سأكسبه؟ والرجل تدعمه المرأة سواء في البيت أو في العمل، ولابد أن تنظر المرأة للرجل بمثل هذه النظرة على أنه عنصر من عناصر الدعم في حياتها، ولابد أن الإنسان ينافس نفسه، لا ينافس غيره حتى يتقدم اكثر. ماذا بشأن العراقيل حول افتتاح"صوالين"التجميل والمشاغل؟ - منذ دخولنا الغرفة التجارية ونحن نحاول تغيير هذا الواقع، فليس هناك تبريرات دينية ولا اجتماعية تمنع ذلك، ولم يوجد سبب منطقي يتفهمه الإنسان، على رغم أن هناك فوق 3000 مشغل موجود الآن ويدخل في الاقتصاد كمشاريع متوسطة الدخل وتشغيل عمالة، وأرى أن الجهد الذي بُذل لتغيير هذا الوضع كبيراً، ولا أجد أي سبب واقعي لا يُغير هذا الشيء، الموقف غريب جداً، لماذا نكذب على أنفسنا، فأنا أرى أن الموقف الرسمي من"صالونات التجميل"نقطة سوداء، وهناك وعود كثيرة ولكن لم يحدث شيء حتى الآن. ما دورك في لجنة شباب الأعمال، وهل لاقت اللجنة نجاحاً؟ - فور أن دخلت الغرفة التجارية، وحين كنت عضواً في الغرفة، تبنيت لجنة شباب الأعمال، إذ أنني حين درست الواقع من حولي وجدت أن أكثر شيء مهم في مجتمعنا ولا يُعتنى به هو المرأة والشباب، لذلك اتجهت للشباب وعملت لهم لقاءات تعريفية وناديت إلى تكوين لجنة لشباب وشابات الأعمال، ونجحت هذه اللجنة وأعتبرها من أهم الأعمال التي أشرفت عليها وفيها إظهار قوي لقدرة وإمكانات شبابنا من ترويج وتسويق منتجاتهم وتعريفهم بالمجتمع، وكان أول معرض في المملكة للشابات والشباب يستقطب كل صناديق التمويل ومراكز التمويل الموجودة في المملكة، وشعر الشباب أن الدولة تحاول أن تمد جسراً بينها وبينهم، وإذا كان لي أن أفتخر بعمل ما فأنا افتخر بعملي هذا بعد دخول المرأة كعضوة في لجان الغرفة التجارية، إذ كان لي الدور الكبير في ذلك. ماذا أضافت لكِ تجربتك في الغرفة التجارية، وماذا أضفتِ لها؟ - أضافت لي الكثير، وأتاحت لي فرصة طموحة كنت أتمناها للمرأة السعودية، وأولها عرض مرئي قوي، إذ أدرك المجتمع قوة المرأة، أربع سيدات في الغرفة التجارية كن مثالاً لتفاني المرأة في عملها بشهادة الجميع، من خلاله كسبت المرأة أرضاً كبيرة في احترام المجتمع لها ولقدراتها، لدرجة كان يقال لي انت مفتاح النجاح. ماذا تعملين الآن؟ - اتجهت لأعمالي الخاصة بعد أن أعطيت 90 في المئة من وقتي للغرفة، لدي ولد وبنت أشاهد الآن نجاحاتهما، فإذا لم أنجح كأم فأنا فاشلة في كل شيء. إذا سُمِحَ للمرأة السعودية بقيادة السيارة هل ستقودينها؟ - نعم، فأنا أقود السيارة في كل أنحاء العالم، وأحب التحديات والأعمال الصعبة تهمني أكثر من قيادة المرأة السيارة، هذا الموضوع أخذ أكبر من حجمه، لكني سأكون أول من يقود سيارة.