أيهما يسبب معاناة أكثر في شهر رمضان، الامتناع عن الطعام ام الدخان؟ يرى المدخنون ان صيامهم عن السيجارة أكثر صعوبة من الامتناع عن الطعام والشراب، لدرجة ان بعضهم يبدأ إفطاره بها، دون أن يتناول حتى تمرة أو يشرب فنجان قهوة. ويعاني كثير من المدخنين من أوقات يصفونها ب"الصعبة والمرهقة خلال فترة الصيام"، والتي تمر عليهم الساعات طويلة كأنها دهر، وتظل السيجارة حاضرة في أذهانهم طوال ساعات النهار، في انتظار سماع صوت أذان المغرب، ويضيفون عوامل أخرى تؤثر في تصرفاتهم مثل: ارتفاع درجات الحرارة، والحركة المرورية، التي تدفعهم للعصبية والمزاج المتقلب، خصوصاً في أول أيام شهر رمضان، نظراً لقلة مادة النيكوتين التي تدفعهم للتصرف بشكل عشوائي. ويقول سالم محمد إن معاناته مع الدخان أكثر من امتناعه عن الطعام، وأنه يعيش صراعاً خلال فترة الصوم، التي تدفعه الى العصبية المفرطة، خصوصاً عند قيادته لسيارته في الشوارع المزدحمة، لافتاً الى أنه يحاول التغلب عليها بالنوم الطويل. وأشار خالد يحيى إلى أنه يحاول في كل سنة استغلال شهر رمضان في الإقلاع عن التدخين، إلا أنه بعد تناول وجبة الإفطار يعود الحنين الى تعاطي الدخان، مبيناً أنها تمثل مشكلة حقيقية بالنسبة له، فيما أكد أنه غالباً ما يبدأ إفطاره على سيجارة. وأكد فيصل أنه يواجه مشكلة حقيقية في شهر رمضان، تدفعه في كثير من الأحيان لتجنب الحديث مع عائلته وأصدقائه، وأنه غالباً ما يحرص على تغيير هذه العادة، إلا أنها دائماً ما تكون محاولة فاشلة على حد تعبيره. ويرى وليد خالد الذي يعمل في أحد المصارف المحلية، أنه بدأ عادة التدخين منذ أكثر من عشر سنوات، مشيراً الى أنه يفقد التركيز في عمله ولا يقدر على إنجازه بالشكل المطلوب، وأنه يحرص على أخذ الإجازة السنوية في هذا الشهر. ويعتقد مدخنون سابقون أن فترة شهر رمضان تمثل فرصة حقيقية في الإقلاع عن عادة التدخين، وأنهم يواجهون صعوبة في البداية، إلا أنهم يتمكنون من التغلب عليها لاحقاً. وأضافوا أن المدخن يحاول التوهم بتأثير السيجارة في تصرفاته، وهو ما يدفعه الى العصبية وتقلب المزاج. وأوضحت دراسات طبية أن المدخنين هم الأكثر إحساساً بالصوم، وكثيراً ما تعتريهم نوبات الغضب والعصبية. وأشارت الدراسة الى ان المدخن الذي يواظب على التدخين يومياً ولمدة طويلة وينقطع عنه فجأة، يشعر بالعصبية وسرعة الغضب والتململ والصداع، وضعف التركيز وانخفاض المزاج، والقلق وضعف الذاكرة، واضطراب النوم، وهي أعراض تختفي خلال أسبوع إن بقي ممتنعاً عن التدخين، وهذه الأعراض ناجمة عن الإدمان على التبغ، وليست ناتجة من الصيام.