اعتبر كثير من المدخنين سجائرهم الوجبة الرئيسة على مائدة الإفطار في شهر رمضان المبارك، فبعضهم يعتبرها وجبة رئيسة قبل الإفطار لا يمكن الاستغناء عنها، بينما بعضهم الآخر يؤجلها إلى ما بعد الإفطار، وفي الوقت ذاته عبَّر أهاليهم عن استيائهم منهم لما يسببونه لهم من أجواء لا تليق بالإفطار. وذكر فلاح الأحمد أن امتناعه عن التدخين لفترة طويلة خلال شهر رمضان المبارك يُشعِره بالعصبية والخمول، معللاً ذلك بأن توقفه فجأة ولفترة طويلة عن السجائر يسبب له هذه الأعراض التي من أهمها الصداع، وأوضح أن عند دخول وقت الإفطار في رمضان لا يهتم بالأكل قدر اهتمامه بشرب السجائر، إذ أنه يتوجه مباشرة بعد الإفطار إلى التدخين، وبين أن رغبته تتضاعف في الليل، وأوضح أنه غالباً ما يفكر في اتخاذ قرار ترك التدخين، معبراً عن أن الفكرة سريعاً ما تتلاشى عند قدوم المساء، مضيفاً أن أفراد أسرته كثيراً ما يبدون انزعاجهم منه عند تدخينه بالقرب من مائدة الفطور، مما يدفعه إلى شرب سجائره خارج المنزل. فيما أكد بدر الموسى أن حرمانه طوال النهار من التدخين خلال شهر رمضان يدفعه إلى شرب السجائر قبل تناول الفطور، مفسراً حالته بأنها أشبه بحالة الانتقام، وأوضح أنه كثيراً ما تكون أعصابه مشدودة طوال النهار، وأضاف أن أسرته تتجنب التعامل معه أثناء النهار نظراً لأعصابه المتوترة، مضيفاً أنه يستهلك سبع عُلب سجائر في اليوم الواحد خلال شهر رمضان. ويرجع خالد العيسى سبب فقدانه شهيته في الإفطار خلال شهر رمضان إلى شربه السجائر بطريقة مبالغ فيها، موضحاً أن هذا الأمر دفعه إلى الحزم في مقاطعة التدخين، وذلك لما يسببه له من الإفراط في العصبية، إضافة إلى التوتر والخمول، وذكر أن هذا القرار اتخذه عن قناعة، مبيناً أنه زار عدة أطباء في الأسابيع الماضية لمساعدته في هذا الأمر، وأوضح أن شهر رمضان يعتبر فرصة نادرة متاحة للمدخنين لترك التدخين. وذكر رئيس عيادة التدخين في مستشفى الأمل الدكتور محمد المقهوي، أن شهر رمضان يعتبر فرصة مناسبة للإقلاع عن التدخين، معللاً ذلك بأن امتناع المدخن عن التدخين لفترة طويلة خلال اليوم الواحد في شهر رمضان يعتبر بمنزلة التهيئة النفسية للإقلاع الأبدي، وأوضح أن جميع الصعوبات التي تواجه المدخنين في بداية الشهر الفضيل ناتجة عن التعود والإدمان على التدخين، مشيراً إلى أن ذلك كله تكون سببه مادة النيكوتين الموجودة في السيجارة، إذ أن التوقف فجأة عن التدخين يسبب بعض الأعراض الانسحابية، ومنها: التوتر، وسرعة الانفعال، والغضب، والصداع، مضيفاً أن هذه الأعراض تكون مؤقتة، إذ أنها تزول تدريجياً مع الوقت، وأوضح أن من أهم النصائح التي تقدم للمدخنين خلال شهر رمضان، أن يحاول الشخص المدخن استغلال فرصة انقطاعه الطويل عند التدخين التي تقتضي 15 ساعة في اليوم الواحد لتدريب نفسه على الإقلاع بشكل نهائي، إضافة إلى ممارسة تمارين الاسترخاء، ونصح أن يحاول المدخن خلال الفطور الإكثار من شرب السوائل، إذ أن ذلك يساعده على تخفيف الصداع أثناء النهار، وأكد على أن كثيراً من الأشخاص المدخنين يملكون قدرة وإرادة لترك التدخين خلال شهر رمضان، موضحاً أن ذلك إما أن يكون من خلال الأشخاص أنفسهم، أو من خلال مراجعة عيادات مكافحة التدخين، مضيفاً أن كثيراً من هؤلاء تمكنوا من الاستمرار في مقاطعة التدخين بعد رمضان. وأوضح الاختصاصي النفسي في مجمع الأمل للصحة النفسية خالد مريط، أن كلاًّ من التوتر والعصبية التي يتعرض لها المدخن في شهر رمضان المبارك تكون نتيجة انسحاب النيكوتين من الجسم، مضيفاً أن من الواجب التعامل مع هذه الأمور بالحكمة والصبر، إضافة إلى عدم التسرع في الأمور بانفعال، مؤكداً أن من أهم الأمور التي قد تُتبع للسيطرة على هذين الأمرين، ممارسة الاسترخاء، والاستحمام بالمياه الدافئة قبل النوم، والابتعاد عن المأكولات الدسمة، إضافة إلى محاولة إشغال الوقت بقراءة المجلات، أو مشاهدة التلفاز، أو ممارسة هواية خفيفة بعد الوجبات حتى لا تكون للشخص المدخن أوقات فراغ تجعله يرجع إلى التدخين، والتخفيف من شرب المنبهات لارتباطها بالتدخين.