ديترويت (الولاياتالمتحدة) - أ ف ب - دخلت محاكمة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي نفذ، بتكليف من «تنظيم القاعدة في شبه اليمن»، محاولة فاشلة تفجير طائرة ركاب فوق مدينة ديترويت الأميركية في 25 كانون الاول (ديسمبر) 2009 باستخدام عبوة خبأها في ملابسه الداخلية، في صلب الموضوع أمس، وذلك بعد اسبوع على افتتاحها. وعرضت المحكمة تفاصيل «التصريحات التمهيدية» التي اعطت فعلياً اشارة انطلاق النقاشات في قضية «مؤامرة الميلاد»، والذي يواجه عبد المطلب (24 سنة) فيها احتمال ادانته بالسجن المؤبد. وكانت الجلسات الأولى للمحاكمة التي بدأت في الرابع من آذار (مارس) الماضي، ركزت على الخيار النهائي لهيئة المحلفين التي ستقرر عقوبة عبد المطلب. وشهدت هذه الجلسات ادلاء المتهم بتصريحات نارية شملت تعهده «الدفاع عن الاسلام»، والاشادة بالامام المتشدد الأميركي - اليمني الأصل انور العولقي الذي قتل خلال غارة جوية اميركية في اليمن نهاية الشهر الماضي، علماً ان وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تتحدث عن دعم العولقي الهجوم الفاشل لعبد المطلب. وأعلن عبد المطلب في احدى الجلسات ان «المجاهدين سيقضون على الولاياتالمتحدة هذا الورم السرطاني»، مؤكداً قدرته على الدفاع عن نفسه رافضاً تعيين أي محامي لتنفيذ هذه المهمة. وشدد على انه يرغب في استجواب الشهود بنفسه خلال المحاكمة التي ستستمر لاسابيع، وبينهم كورت هاسكل احد ركاب الرحلة الذي قال انه «رأى رجلاً يرافق عبد المطلب في المطار، ويجعله يمر عبر نقاط التفتيش من دون جواز سفر». وكتب هاسكل على مدونته ان «الشاب النيجيري سلم قنبلة مزيفة لشن هجوم ارهابي زائف يسمح لواشنطن بتبرير حروبها المكلفة وغير الشعبية». وتعيد تصرفات عبد المطلب ذكريات محاكمة الفرنسي المغربي الأصل زكريا موسوي، المدان الوحيد في الولاياتالمتحدة باعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، والذي اراد ان يجعل محاكمته منبراً للترويج ل «القاعدة». يذكر ان الاعتداء الفاشل الذي نفذه عبد المطلب ادى الى انعكاسات كبيرة خصوصاً على عمليات التفتيش الجسدي المثيرة للجدل في المطارات، وتوسيع لائحة الاشخاص الممنوعين من السفر الى الولاياتالمتحدة. كما احرجت القضية اجهزة الاستخبارات الأميركية واساءت الى سمعتها، خصوصاً ان والد فاروق عبد المطلب، وهو مصرفي نيجيري، حذر «سي آي أي» من تأثر ابنه بالفكر الاسلامي المتطرف. وعلى جبهة السياسة الداخلية الأميركية، استفاد الجمهوريون من هذه الحادثة لمهاجمة الادارة الديموقراطية واتهموا الرئيس باراك اوباما بأنه ضعيف امام تهديدات الارهاب وعرقلوا اغلاق معتقل قاعدة غوانتانامو العسكرية.