لندن، واشنطن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – بعد ساعات على احباط ركاب طائرة تابعة لشركة «نورث ويست ايرلاينز»، كانت في رحلة من امستردام الى مدينة ديترويت الأميركية، محاولة نيجيري يدعى عبد الفاروق عبد المطلب تفجير عبوة باستخدام مسحوق احتوى مواد ناسفة، فتشت الشرطة البريطانية مباني وسط لندن للتدقيق في معلومات افادت بأن المشتبه به درس هندسة الميكانيك في جامعة «يونيفيرستي كوليدج»، فيما شددت المطارات الاوروبية اجراءات الامن على الرحلات المتجهة الى الولاياتالمتحدة. واعلن مصدر امني بريطاني ان السلطات تسعى الى التأكد من تفاصيل تتعلق بنشاطات عبدالمطلب (23 عاما) في المملكة، خصوصاً ان جامعة «يونيفيرستي كوليدج» اعلنت انها استقبلت طالباً يحمل الاسم ذاته بين ايلول (سبتمبر) 2005 وحزيران (يونيو) 2008. واكد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أن بلاده تعمل عن كثب مع الادارة الاميركية للتحقيق في الحادث «بسبب التهديد المحتمل الذي يمثله لأمننا الداخلي». وكان مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (اف بي آي) افاد بأن المهاجم النيجيري الذي اصيب بحروق من الدرجة الثانية، خلال الاعتداء الفاشل، اقر بانتمائه الى تنظيم «القاعدة» وحصوله على المتفجرات في اليمن، على رغم ان سجل سفره يظهر اقلاع طائرته من العاصمة النيجيرية لاغوس الى امستردام، حيث استقل رحلة «ترانزيت» الى ديترويت، حاملا تأشيرة دخول صالحة الى الولاياتالمتحدة. واشار بيت هوكسترا، العضو الجمهوري في لجنة الاستخبارات بالكونغرس، الى احتمال وجود علاقة بين عبد المطلب والإمام الأميركي من اصل يمني انور العولقي الذي ورد اسمه في التحقيق الخاص بقتل الرائد الفلسطيني الأصل في الجيش الاميركي نضال حسن 13 من زملائه بالرصاص، في قاعدة فورت هود العسكرية في تكساس مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وقال هوكسترا: «قد يكون عبد المطلب زار العولقي في اليمن اخيراً، والسؤال المطروح هل يتمتع هذا الامام في اليمن بنفوذ كافٍ لاقناع اشخاص بمهاجمة الولاياتالمتحدة مجدداً؟» وتنفيذاً لمطالبة الولاياتالمتحدة شركات الطيران في العالم باتخاذ اجراءات امن اضافية «لمدة غير محددة»، شددت المطارات الأوروبية تدابير مراقبة الرحلات المتجهة الى اميركا. وخضع المسافرون عبر المطارات الى محطتي تفتيش امنيتين، احداهما شخصية والثانية للحقائب الى جانب الاجراءات المعهودة. جاك باروت، نائب رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون العدالة والحرية والامن، قال: «الحادث يؤكد ضرورة التحلي بيقظة كاملة في مواجهة تهديد الارهاب، وسنتصل بسلطات الدول الأوروبية المعنية، للتأكد من مراعاتها قواعد المراقبة والتفتيش بالكامل». لكن مسؤول جهاز التفتيش في مطار شيبول في امستردام الذي يعتبر احد المطارات الأكثر مراقبة في العالم، أكد ان النيجيري «خضع لتفتيش دقيق من دون ملاحظة اي خلل، ولكن لا يمكن استبعاد احتمال نقل اغراض خطرة يصعب رصدها عبر التقنيات الحالية مثل بوابات رصد المعادن». واللافت ان اسم عبد المطلب مدرج على لائحة اشخاص يخضعون للمراقبة في الولاياتالمتحدة، لكنه لم يعتبر «ناشطاً خطراً» ما منحه فرصة السفر الى ديترويت.