شدد أطباء على خطورة تأثير الاشعاعات على صحة الإنسان، وخصوصاً في مراحل نموه الأولى، مشيرين إلى أن آثارها الجانبية"لا تكون وقتية عادة، بل تمتد إلى المستقبل البعيد". وبينما طالب بعضهم بمنع الأطفال من استخدام الهواتف المحمولة، كشف آخرون عن زيادة نسبة تشوهات الأجنة بسبب تعرض النساء الحوامل إلى الأشعة، إذ أكد استشاري جراحة الأطفال والتجميل في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور ياسر جمال أن التأثر بالإشعاعات يظهر بعد مرور مدة،"لكن تأثيرها على الجنين يكون بالتأثير على الأنسجة المخلقة، لأن المواد المشعة التي تستخدم تؤثر في الخلايا السريعة الانقسام". وأشار إلى أن سرعة انقسام الأنسجة تضاعف من نسبة تأثير الأدوية والإشعاعات عليها. مقللاً من تأثير الأشعة التلفزيونية التي تجرى عادة للمرأة في فترة الحمل على الجنين، في حين حذّر من خطورة الأشعة العلاجية الأخرى على صحة الجنين. وكشف عن زيادة نسبة الإصابة بتشوهات الأجنة، عازياً ذلك إلى الثورة الطبية التي أسهمت في اكتشاف حالات التشوه مبكراً."على رغم أن بعض العيوب الخلقية لا تظهر مبكراً وتستوجب أخذ تحاليل تجرى على سائل يؤخذ من حول الجنين". وشدد جمال على ضرورة تجنب الأطفال استخدام الهواتف المحمولة نظراً لتأثيرها السلبي عليهم على المدى البعيد،"لأنهم أكثر عرضة لمضاره مستقبلاً، على رغم وجود تقارير متناقضة وعدم وجود دليل ثابت بتأثير الهواتف المحمولة". وعلى خط مواز، يؤكد رئيس قسم الأشعة في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور ياسر بهادر تباين الآثار الجانبية للأشعة بين الالتهابات وصولاً إلى حد الوفاة. مشيراً إلى أن الخطر يتضاعف كلما زادت نسبة الأشعة التي يتعرض لها الإنسان. وأوضح أن الأشعة تؤثر على الحمض النووي DNA الموجود بالخلية، وتؤدي إلى طفرات جينية واحتمال الإصابة بالسرطان في المستقبل، مؤكداً عدم وجود نسبة دقيقة تظهر عدد حالات التشوهات الجنينية نتيجة التعرض للأشعة، نظراً ل"تعدد أسباب التشوهات الجنينية فيمكن أن يصاب الجنين بتشوهات جراء إصابة الأم ببعض الفيروسات أثناء الحمل، وقد لا تظهر آثار الأشعة مباشرة بل تكون خاملة في بعض الحالات وتنتقل عبر الأجيال وتسبب الأمراض الوراثية". بدوره، أكد رئيس الجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة الدكتور حسن جمال أن تأثر الجنين بالإشعاعات التي تتعرض لها المرأة في فترة الحمل يختلف باختلاف الجرعة وكمية الإشعاع الذي تتعرض له وعمر الجنين. وأثبتت الدراسات والأبحاث أن التعرض للأشعة في الفترة الزمنية بين التلقيح والإنغراس في جدار الرحم يمكن أن يتسبب في موت البويضة وقد لا يؤثر إطلاقاً، أما في فترة تكون الأنسجة والأعضاء فإن ذلك يؤدي إلى تشوهات خطيرة على الجنين. وأشار إلى أن التعرض للإشعاع بالنسبة للرجال يؤدي إلى ضعف النطف، ولكن لم يثبت من الناحية العلمية أنه يؤدي إلى تشوه في الأجنة،"و يجب على المرأة ألا تتعرض أو تجري أشعة إذا كانت احتمالية الحمل موجودة مع ضرورة إجراء تحليل حمل قبل القيام بالأشعة المطلوبة".