يهدف طب التوليد للمحافظة على صحة الأم الحامل وتوفير الصحة المثالية للمواليد. هنالك العديد من عوامل الخطورة التي ربما قد تؤثر على الحالة الصحية للأم الحامل والجنين وهذه العوامل قد تكون موجودة قبل حدوث الأخصاب او بعد الأخصاب، بعض هذه العوامل معروفة وقد اثبتت علمياً تاثيراتها السلبية على الأم والجنين والبعض الأخر للاسف غير معروف. وقد وجد العديد من الحالات الطبية التي تؤثر في حياة الأم والجنين ترتبط بتأثيرات البيئة على الأم الحامل. وتأثير العوامل البيئية على الحمل والجنين يصعب في كثير من الحالات دراستها ومعرفتها بدقة وتحتاج لدراسات واسعة وكبيرة لتاكيد تاثيراتها السلبية على الأم والجنين. وتتضمن التاثيرات البيئية الأشعة التشخيصية والاشعة الكونية، والمواد الكيميائية والمنظفات المنزلية ومضادات الحشرات والادوية الطبية والموجات الكهربائية والمجال الكهرومغناطيسي. وللاجابة على الكثير من الاستفسارات التي تقلق بأل الامهات بشأن هذا الموضوع فانه يجب على الطبيب معرفة كمية المواد السامة التي تبثها هذه العناصر البيئية وتاثيراتها على الصحة الانجابية في البشر وكذلك معرفة مقدار الكميات السامة التي تستطيع احداث تاثيرات سلبية على الأم والجنين. ان أكثر مايقلق الامهات وافراد العائلة وكذلك الأطباء مخاطر التعرض للمواد السامة أثناء الحمل وما قد تسببة في حدوث تشوهات خلقية على الجنين. الاشعاعات المؤينه: يتعرض الانسان للاشعاعات المؤينة عن طريق الاشعة التشخيصية او الاشعاعات العلاجية اوفي مكان العمل او في حال تعرض لكارثة بيئية اشعاعية مثل ما حدث في انفجار مفاعل تشيرنوبيل. ويتضمن تاثير الاشعاعات المؤينة على الحامل وفيات الاجنة داخل الرحم وتشوهات أعضاء الجنين والأضطرابات الدماغية والتاثيرات المستقبلية للمواليد مثل حدوث الاورام السرطانية وامراض الدم مثل الليوكيميا. لذلك يجب على المرأة قبل اجراء اي فحص اشعاعي التأكد من عدم وجود حمل حتى لو كانت المرأة تستخدم موانع الحمل او كانت متأكدة من نزول الدورة الشهرية في موعدها لان احتمالية الحمل تكون موجودة حتى مع هذة الاحتياطات. وتكون تاثيرات الاشعة شديدة في الاسابع الاولى من الحمل وهي الفترة التي تحدث فيها انقسام الخلايا وتاثير الاشعة في هذة المرحلة قد يسبب حدوث الاجهاض. اما في المرحلة التالية لانقسام الخلايا وتكون المضغة تبدأ مرحلة تكوين اعضاء الجسم وفي هذة المرحلة تحدث التشوهات الخلقية. ان تعرض المرأة الحامل للاشعة قد يتضمن اشعة للصدر امامية وجانبية وفي الغالب تكون كمية الاشعاع قليلة جداً ولا تحدث اي تأثيرات جانبية على الجنين اما الاشعة الموجهة للبطن تحمل جرعات اعلى وتكون موجهة مباشرة على الجنين وفي هذة الحالة يجب استخدام واقي على البطن لتفادي مرور الاشعاعه للجنين واكثر ما يؤثر على الجنين الاشعة الموجهة مباشرة على الحوض التي تستخدم في حالات الحوادث والاشتباه في وجود كسور في الحوض. اما الاشعة المقطعية فمقدار الاشعاعات تكون قليلة وتاثيراتها تكون ضعيفة على الاجنة ولكن يستحسن تفاديها الا لضرورة القصوى ولكن استخدام الاشعة المقطعية لقياس الحوض قبل الولادة فلا تحمل اي اخطار على الاجنة. اما استخدام الاشعة الملونة للجهاز الهضمي والجهاز البولي فيجب عدم اجرائها أثناء الحمل. المايكرويف: هو عبارة عن موجات اشعاع كهرومغناطيسي طويلة بعكس الاشعة الايونية التي تتحرك بموجات قصيرة عالية الطاقة. يؤثرالمايكرويف على الاجسام والخلايا باصدار طاقة حرارية عالية ويؤثر على الخلية دون حدوث تغيير في الحمض النووي DNA)) ولا يوجد لها تأثير طويل الامد على الانسان. الأشعة الصوتية: هي عبارة عن موجات صوت عالية التردد تقوم بتحليل الاجسام بكثافات مختلفة عندما تنعكس من الجسم. وتستخدم الاشعة الصوتية منذ عشرات السنين ولم تظهر الدراسات اي تأثيرات سلبية غلى الاجنة حتى في المراحل الاولية. اثبتت الدراسات بان الاجهزة الكهرومغناطيسية قليلة الطاقة مثل اجهزة الفيديو وDVD واجهزة الكمبيوتر لم تحدث اي تأثير سلبي على الأجنة وهي امنة الاستخدام اثناء الحمل. الرصاص: كما يوجد اهتمام عام بشأن العديد من المواد الكيميائية التي تحمل امكانية حدوث اضراراثناء الحمل مثل المعادن الثقيلة والمنظفات العضوية والمبيدات الحشرية. ويتعرض حوالي 17% من الامهات العاملات في المصانع الكيمياوية لحدوث التشوهات في الاجنة ويوجد على الاقل 51عنصر كيميائي في البيئة تحدث تشوهات خلقية في الاجنة. ويسبب التعرض للرصاص بكميات عالية والموجود في البيئة بكميات كبيرة في الدهانات المنزلية وكان يوجد في السابق في الوقود من التسبب في حدوث الاجهاضات وضعف نمو الجنين والولادات المبكرة وتشوهات ابسيطة في الاجنة ووفاة الاجنة. الزئبق: يوجد ثلاثة انواع من الزئبق عضوي وغير عضوي والزئبق الجوهري مثل الاملقم، والزئبق العضوي يستخدم في مضادات الفطريات وبعض الدهانات المنزلية اما الزئبق الغير العضوي فيوجد في المواد المعقمة ومضادات الفطريات وبعض الادوات الكهربائية ومبيضات البشرة. والزئبق الجوهري فيوجد في اجهزة الثرمومتر لقياس حرارة الجسم وحشوات الاسنان وفي البطاريات ومناجم الدهب. يتجمع الزئبق العضوي في بعض الماكولات مثل الاسماك ويسبب مخاطرة على الاجنة ويسبب عيوب في الجهاز العصبي مثل الشلل الدماغي وصغرحجم الدماغ. ويسبب زئبق الاملقم مخاطر عديدة خصوصاً العاملين في طب الاسنان ويسبب اضطرابات في الجهاز العصبي والكلية كما انة من الممكن ان يسبب امراض نفسية وهلوسة وعدم النوم ورعشة في العضلات. لذلك يجب على جميع الحوامل تفادي التعرض للزئبق.