طالب اختصاصيون في الإعلام بالرفع من مستوى الإعلام النزيه، ليتمكن من محاصرة المعادي، خصوصاً ما تنتجه المنظمات الإرهابية. كما دعوا إلى الاستفادة من التجربة الأميركية على هذا الصعيد، ومعاملة تنظيم القاعدة على وجه الخصوص إعلامياً بالأسلوب نفسه الذي يؤثر به في ضحاياه. كما لفت الخبراء في محور"التحديات الإعلامية"، النظر إلى ظاهرة"قنوات رجال الأعمال"، التي رأوا أنها قد لا تسهم بالضرورة في الرؤية المساندة لحماية الأمن الفكري في البلاد. وأكد الباحث في شؤون القاعدة على الإنترنت أحمد الموكلي خلال ورقة عمل بعنوان"الأيديولوجية الإعلامية لتنظيم القاعدة... تحديات الأمن الفكري على شبكة الإنترنت"أنه لا بد من الاستفادة من تجارب الولاياتالمتحدة في مواجهة الحرب الدعائية ضد تنظيم القاعدة وأعدائها الآخرين. وأشار إلى أنه لا بد من الإقرار بنجاح المجموعات المتطرفة إعلامياً، وذلك عن طريق إنشاء مركز إعلامي جامعي افتراضي، يمارس من خلاله طلاب كليات الإعلام العمل الصحافي الإلكتروني في هذا المجال تحديداً، يتضمن الرد على إصدارات القاعدة، وتنفيذ ما يرد بالأسلوب نفسه والطريقة ذاتها، ويضم هذا المركز عدداً من أعضاء هيئة التدريس في مجال الإعلام وبعض الطلاب المهنيين، ويحدد المواد التي تنشر عبر المركز ويوجّه الأقسام الفرعية الأخرى. ونصح بتكليف كل جامعة من الجامعات بتكوين فريق إعلامي داخلي يمارس عمل الصحافة الإلكترونية في هذا المجال، لمواكبة الأحداث والرد عليها، وعلى سبيل المثال حينما نشر ابن لادن كلمته بمناسبة أحداث غزة لو أن جهة قامت بإصدار إلكتروني فيلم وثائقي توضح فيه جهود السعودية في القضية الفلسطينية، كاستعراض جهود المصالحة التي قامت بها السعودية في اتفاق مكة، والدعم المالي الذي قدمته للفلسطينيين. وشدد الدكتور عبدالعزيز العمري خلال ورقة عمل بعنوان"الأثر الإعلامي على الأمن الفكري"، على أهمية متابعة واقع الوسائل الإعلامية وما تبثه، ما يكشف بدقة أهدافها وأهداف القائمين عليها والجهات الممولة لها، ولعل من ذلك متابعة ما عرف بفضائيات رجال الأعمال، لذلك يجب العمل على منع ما يسهم في تغذية الفكر التكفيري، بإيقاف ما يصادم الدين وثوابته ويوجد مبررات للمتطرفين الإرهابيين، مع أن المتطرفين غير معذورين في إرهابهم مهما كانت الظروف، إضافة إلى عدم استغلال قضايا الأمن الفكري لمحاربة الدين عموماً من بعض الإعلاميين الذين قد يكونون من غير المسلمين أو الذين يوظفون بعض القضايا لخدمة أهدافهم الخاصة ذات التوجّه الفكري. تطور وسائل الإعلام"كمي"لا"نوعي" واعتبر القيادي في مؤسسة الدعوة الصحافية الدكتور ماجد الماجد أن وسائل الإعلام المحلية شهدت تطوراً كمياً بارزاً في شتى المجالات، إلا أن اللافت للنظر أن هذا التطور الكمي لم يواكبه تطور في مجالات الاستجابة لمتطلبات الدور الوطني في حماية الشباب، وهذا ما أدى إلى أن تعيش وسائل الإعلام أزمة صدقية، وأزمة ثقة تجعل الشباب ينصرف عنها ويتجه نحو وسائل أخرى. وأكد أن أحد المواقع الإلكترونية أجرى استطلاعاً شمل 100 شاب أخيراً، تبيّن منه أن 58 في المئة يشاهدون الأفلام التي يوجد فيها عنف، و42 في المئة غير متابعين، و62 في المئة من الشباب يتأثرون بالعنف بسبب المشاهدة و38 في المئة لا يتأثرون، و42 في المئة يحبّذون أفلام العنف، و6 في المئة محبو أفلام كوميدية، أما الأفلام الرومانسية فحصيلتها 26 في المئة، وأفلام الرعب 26 في المئة. من جهته، ذكر الدكتور أحمد قاسم خلال بحثه مع الأستاذ الدكتور ذوالكفل يوسف، أن الاعتداءات على الأنبياء الذين يمثلون رموز الأديان أمر لا يعين على إزالة التعصب الديني، بل غالباً ما تكون سبباً في زيادته، وأجمعت وسائل الإعلام الأميركية التي امتنعت عن إعادة نشر الرسوم على أن الرسوم مسيئة للمسلمين. وقالت الأستاذة في قسم القانون الجنائي في جامعة الملك سعود نهاد عباس:"إن الإعلام لا يقوم بالدور الذي يجعل أفراد المجتمع على طريق التطرف والتعالي والمغالاة"بل ينبغي أن يكون الإعلام على قدر من المسؤولية في العمل على منع تفشى الظواهر السياسية المخالفة، فالمجتمع السعودي مبني على الشريعه الإسلامية". تشديد على دور الصورة أما أستاذ التربية الخاصة المشارك في جامعة عمان العربية للدراسات العليا رئيس الجمعية العربية لصعوبات التعلم الدكتور محمد الإمام، فقال في ورقة عمل عن ثقافة الصور ودورها في تحقيق الأمن الفكري في الدول المواكبة للتحضر:"المؤسسات التعليمية مدعوة إلى الاهتمام باستخدام الوسائل التعليمية في جميع مراحلها، إذ يوفر من الوقت والجهد على المتعلم من 38 إلى40 في المئة وتتفاوت نسبة تعلم الإنسان عن طريق حواسه، فحاسة البصر 30 في المئة، وحاسة السمع 20 في المئة، وحاسة الذوق 10 في المئة، وحاسة الشم 3.5 في المئة، وحاسة اللمس 1.5 في المئة، وأثبتت الدراسات أن حاسة البصر 75 في المئة، لذلك لا بد من رسم استراتيجية واضحة وقوية لتنمية ودعم الأمن الفكري، لتحقق طموحات الدولة في توفير الأمن، والمسارعة في وضع الإجراءات الوقائية، وعلى خبراء التربية وقادة الفكر أن يتهيأوا لتنفيذ الإجراءات فعلياً.