تختتم اليوم الأربعاء جلسات المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري الذي نظمه كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري بثلاث جلسات . وسيكون عنوان الجلسة الأولى « الأمن الفكري : المعالجات التربوية والاجتماعية » برئاسة نائب وزير التربية والتعليم فيصل بن معمر فيما ستناقش ستة أوراق بحثية منها دور مناهج المواد الاجتماعية ومعلميها في المرحلتين المتوسطة والثانوية في تعزيز الأمن الفكري للدكتور أحمد الحسن والمناهج الدراسية وإسهاماتها في تعزيز مفاهيم الأمن الفكري لدى طلاب الجامعات السعودية للدكتور محمد الربعي . وسيعرض كلاً من الدكتور مفلح الأكلبي والدكتور محمد آدم أحمد ورقة بحثية حول محتوى مناهج التعليم الثانوي وقدرته على مواجهة الإرهاب الفكري التقني بينما تتناول ورقة الدكتور عماد الشريفين التنشئة الأسرية ودورها في الأمن الفكري وهو الأمر ذاته الذي تتناوله ورقة الدكتور محمد الإمام والدكتور فؤاد الجوالدة التي تحمل عنوان / المناخ الأسري وعلاقته بالأمن الفكري / في حين تتوقف ورقة مروان صالح الصقعبي عند عدد من الأبعاد التربوية والتعليمية المؤثرة في تعزيز الأمن الفكري وترسيخه في نفوس الناشئة والشباب. وسيترأس عضو مجلس الشورى الدكتور خالد العواد الجلسة الثانية بمناقشة تفعيل دور المدرسة في تعزيز الأمن الفكري من خلال خمس أوراق بحثية تبدأ بورقة الدكتورة بلقيس داغستاني حول حماية الأمن الفكري داخل البيئة المدرسية تليها ورقة مقدمة من الدكتور أحمد الصفدي والدكتورة ليلك الصفدي تحت / عنوان تعزيز الأمن الفكري لدى طلاب المرحلة الثانوية / في حين يتعرض الدكتور أبوبكر كافي في ورقته إلى دور المناهج التعليمية في إرساء الأمن الفكري وسيتناول الدكتور مبروك بهي الدين رمضان في ورقته كيفية قيام المراكز الصيفية باستثمار أوقات فراغ الشباب في تنمية وترسيخ الأمن الفكري فيما ستطرح الورقة المقدمة من الدكتور سعود البقمي رؤية نحو بناء مشروع تعزيز الأمن الفكري بوزارة التربية والتعليم . بينما سيختتم المؤتمر جلساته بعرض ومناقشة البحوث العلمية في جلسة بعنوان « الأمن الفكري . . واقع ورؤى» التي سيترأسها مدير الإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية الدكتور عبد الرحمن الهدلق، حيث تقدم منظمة جواب العالمية في مستهل هذه الجلسة ورقة بعنوان «الأمن الفكري إشكاليات وبدائل» تليها ورقة للدكتور خالد الشريدة تتناول الأمن الفكري وعلاقته بالوحدة الوطنية ثم ورقة للدكتور مسفر القحطاني تناقش ظاهرة التطرف الفكري كأحد مظاهر أزمة الوعي الديني . ويتوقف الدكتور حيدر الحيدر في ورقته عند جهود « المديرية العامة للسجون » لتحقيق الأمن الفكري لنزلاء المؤسسات الإصلاحية بالمملكة ، في حين ترصد ورقة الدكتور عمر الشريوفي التحول في مجتمع المعرفة وأثره في تعزيز الأمن الفكري من خلال عرض لتأثير ثورة التقنيات والاتصالات على التوجهات الفكرية لقطاعات كبيرة في المجتمعات المعاصرة. ويشترك في رصد هذا الأمر الدكتور ناصر البقمي من خلال ورقة بعنوان أثر التحول إلى مجتمع معلوماتي على الأمن الفكري. وقد تواصلت امس فعاليات جلسات المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري المفاهيم والتحديات بعقد جلستين حيث بدأت الأولى تحت عنوان (الأمن الفكري . . التحديات في المنهج والممارسات) برئاسة معالي الدكتور علي النملة تناولت ورقة عمل للدكتور عبد العزيز الربيش بعنوان (تحديات ومعوقات الأمن الفكري ذات الصلة بالثقافة الدينية) ركز فيها على أهم وأبرز التحديات والمعوقات التي تواجه الأمن الفكري وأن لها علاقة وثيقة بالثقافة الدينية . وسرد الدكتور الربيش أدلة وأمثلة تطبيقية على ذلك منها . . صدور بعض الأفعال أو الأحكام بسبب عدم فهم الإسلام ونصوصه فهماً دقيقاً ويقصد بذلك التفسير الخاطئ لنصوص الكتاب والسنة أو أحدهما لأي سبب من الأسباب مثل الميل والهوى، أو عدم العلم بالكلية، أو عدم العلم بالقواعد والمدلولات الشرعية لتفسير النصوص والتصدر قبل التمكن : والقصد من ذلك حب الصدارة واستعجالها في الفتوى قبل أن يصل إلى الأهلية الكاملة للفتوى فلا تتحقق فيه شروط و ضوابط المفتي . . فيفتي بلا علم فيقع في الخطأ والزلل والاستعجال في إطلاق الأحكام وعدم ضبط الكلمة و/ الأفق الضيق وعدم إدراك مآلات الأمور وعواقبها في شمول الشريعة وتوازنها وصلاحيتها لكل زمان ومكان / . ومن الأدلة والأمثلة التي سردها الباحث البون الشاسع بين التطبيق العملي والنظري للإسلام وتأثير ذلك على الأمن الفكري بالإضافة إلى عرض الإسلام عرضاً مشوهاً أو سب الدين الإسلامي بقصد النيل منه أو من بلاده أو أهله بغير وجه حق حيث يعاني الإسلام اليوم من هجمات شرسة بقصد تشويهه والنيل منه ومن ثم تشويه صورة المسلمين وبلادهم عبر وسائل الإعلام والعداء للدين بسبب الكراهية أو العنصرية وما ينتج عنه من أحكام مجحفة قد تشكل ردود أفعال عاجلة وغير منضبطة لا تأخذ البعد الشامل لمصلحة الإسلام . عقب ذلك ألقت تحدثت الدكتورة لولوه القويفلي عن موضوع / أسباب الجنوح الفكري لدى جماعات الغلو العنف / قائلة إن الإرهاب يظل بشتى صوره من أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات والدول على حد سواء . . إن النجاح الحالي ليس كافياً للقضاء على الإرهاب ومحاصرته إذا لم يصاحب ذلك الجهد الأمني الدؤوب من قبل وزارة الداخلية جهداً فكرياً يحمي الشباب بداية من الوقوع في فخ الإرهاب وحبائل الإرهابيين , مؤكدة أهمية التزامن والتلازم بين الجهد الفكري والجهد الأمني للنجاح في المعركة ضد الإرهاب، واجتثاثه من جذوره . كما تطرقت الباحثة في ورقتها إلى حقيقة الفكر وعلاقته بالعقل وكذلك التكفير وحقيقته وعلاقته بالعقل بالإضافة إلى بعض مرتكزات الفئة الضالة والتحديات ذات الصلة بالثقافة الدينية لفكر أفراد الفئة الضالة . وشددت على أهمية المتابعة للأفكار والسلوكيات من قبل كل مسؤول عن تربية الناشئة أياً كان موقعه بلا ملل ولا كلل لتدارك أي اعوجاج في المتربين منذ بذوره الأولى والتفكير بجدية في واقع الجيل الصاعد حيال فقه التوافق والاختلاف مع الآخرين مع الحرص على الهوية الإسلامية، وجعلها طريقاً إلى كل أفكارنا. وأشارت في توصياتها إلى أن مسؤولية العلماء والمربين تتضاعف للتصدي للجريمة المركبة التي يروج لها باسم الدين زوراً وبهتاناًً بدحض الحجج والشبهات التي تثار ضد الدين أو ولاة أمر المسلمين . من جانبه قدم الدكتور عبد الله البريدي في ورقته نموذجاً تشخيصياً وإطاراً بحثياً مقترحاً لدراسة ظاهرة التكفير باعتبارها مهدداً للأمن الفكري . وذكر أن ظاهرة التكفير تتسم بالتعقيد الشديد من جهتين، فهي ظاهرة معقّدة باعتبار عواملها الذاتية من أسباب وبواعث وسمات وآثار وهي معقدة أيضاً من جهة تشابكها بالعديد من الظواهر المعقّدة الأخرى كالغلو والتشدد والتعصب والعنف . . داعيا إلى بذل جهود بحثية معمقة ذات طبيعة تراكمية تعين على بناء أطر مفاهيمية ونماذج تشخيصية وتفسيرية لتلك الظاهرة في سياقها المعاصر مما يمهد السبيل لفهمها وتفسيرها ووضع الحلول الملائمة لها على المستويين الوقائي والعلاجي . وأشار إلى التوصيات التي يمكن وضعها للدراسات المستقبلية وهي إعداد وتنفيذ دراسات نظرية ومفاهيمية تستهدف وضع نماذج تفسيرية لظاهرة التكفير وما يرتبط بها من العوامل والظواهر الأخرى وتنفيذ دراسات كيفية تستهدف فهم خبرات المتورطين في الفكر التكفيري وتحديد العوامل التي تؤدي إلى ترجمة ذلك الفكر المنحرف إلى أعمال عنف بمختلف أشكاله وتنفيذ دراسات كيفية لاستكشاف أبعاد " القابلية للانصياع" وتحديد العوامل والسمات المرتبطة بها وتنفيذ دراسات كيفية لفهم ظاهرة التكفير في سياقاتها الثقافية وربطها مع أنماط التفكير والشخصية وإعداد أبحاث متخصصة لتحليل ونقد واستعراض الدراسات العربية والأجنبية في مجال دراسة ظواهر التكفير والتعصب والغلو والعدوان والعنف ونحوها. فيما كان عنوان الورقة التي قدمتها الدكتورة أميرة الغامدي / أزمة الإسلام المجتمعي في الشرق الأوسط / حيث أوضحت أن الفكر الإسلامي يواجه في وقتنا الراهن تحديات ومشكلات منها ما يتعلق بقضايا تتعلق بإشكالية تجديد الذهنية العربية والإسلامية والواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي لتحقيق السلام المجتمعي وكذلك ما يتعلق بحملات التغريب والتفكيك المتصلة بالعولمة والحراك السياسي والكيان الصهيوني . وقالت علينا ضرورة التفكير فيها ومناقشتها بغية تحرير هذه المفاهيم من السياقات والمقاصد الاستعمارية والتغريبية للولوج إلى عالم المعرفة عبر بناء فكر إسلامي يتيح للفرد ترتيب علاقته مع الآخر ضمن شروط العيش المشترك والإقرار بحق الغير في الاختلاف واحترام مبدأ التنوع مع تأصيل مبدأ التسامح والمساواة و القيم الإنسانية في التراث العربي والإسلامي وكذلك لتسييج وحماية فكر المسلم المعاصر ووقايته من مخاطر القضاء والمحو والإذابة والمغايرة الثقافية والحضارية والمذهبية للوجود الإسلامي. واوصت في ختام ورقتها بضرورة تضافر الجهود لتنمية القدرات العقلية لدى النشء بما يحقق التزامهم بالضوابط الشرعية والاجتماعية التي تحدد السلوك القويم والبعد عن الهوى والانحراف و وتشجيع أنماط الإصلاح السياسي والتنمية لتمكين فئة الشباب في إستراتيجيات وسياسات الإصلاح وطنياً وعالمياً وتمكينهم من اكتساب المهارات الأساسية كمهارة الاتصال واتخاذ القرار وتفعيل دور الشباب ضمن الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة وعمليات التنمية باعتبارهم العمود الفقري للمجتمعات وبناء المجتمع المعلوماتي . عقب ذلك ألقى الدكتور أحمد المورعي ورقة عنونها / تحديات الأمن الفكري ومعوقاته / شرح فيها أن الأمن كل لا يتجزأ مؤكدا الحاجة إلى الأمن الفكري الذي جاء الإسلام ليحفظه على المسلمين . . حيث اشتملت الورقة على المقدمة التي تحدثت عن أهمية موضوع الأمن عموماً والأمن الفكري على وجه الخصوص وتعريف الأمن وأهميته وبيان أن الجانب الأمني وحده لا يكفي لمحاربة الإرهاب. وخلصت الورقة إلى عدد من التوصيات والنتائج أهمها التأكيد على أن الأمن هو الحياة وبدونه تتعطل جميع المصالح الدينية والدنيوية , وأن الجانب الأمني وحده مع أهميته وضرورته لا يكفي لمحاربة الإرهاب بل إن الحرب على الإرهاب تأخذ منحنيين : أولهما الشق الأمني وثانيهما المعالجات الفكرية على جميع المستويات الثقافية والعلمية والإعلامية , إضافة لإبراز مسؤولية أهل العلم الشرعي من العلماء الربانيين وغيرهم في تكثيف الجهود لتعرية الضلال الفكري والانحراف السلوكي للفئة الضالة. بعد ذلك ألقى الدكتور بدر القاسمي ورقة بعنوان / تحديات الأمن الفكري ومعوقاته في ضوء الثقافة الدينية قال فيها إن الأمن الفكري هو أساس الأمن الاجتماعي والأمن السياسي وبه يمكن تحقيق السعادة للبشرية وإن تحقيق"الأمن الفكري" في المجتمع يتطلب الجهد المتواصل من أجل تنشئة الجيل الناشئ على سلامة الفكر وقيمة الأمن وروح المسامحة والمسالمة . وأضاف بالأمن الفكري فقط يمكن بناء مجتمع متماسك وجيل مبدع ومنتج يسعد به الناس وتنهض به الأمة كما أن الأمن الفكري يتحقق بصحة الاعتقاد والتفقه في الدين والتربية الواعية وبناء الشخصية الإسلامية . . فالإسلام يقوم بترسيخ عقيدة التوحيد في النفوس لأنها هي جوهر الإيمان وأن الإقرار بالعبودية لله وحده و نفيها عن غيره والإيمان بإلوهيته وربوبيته يحرر الإنسان من الخضوع أمام المظاهر الكونية وينقذه من عبادة الطواغيت من الجن والإنس ويزيل من قلبه خوف انقطاع أسباب الحياة ومصادر الرزق. وأرفق الباحث في روقته توصيات تصب في بناء سياج "الأمن الفكري "وحماية البلاد والعباد من الفتن والكوارث المتلاحقة حيث ينبغي إعداد برامج تربوية لإعداد جيل محصن من الانفعالات غير المنضبطة والتأثيرات الخارجية وإعداد الفقه الوقائي أو / فقه الحالات الخاصة / للتعامل مع الأوضاع العالمية الراهنة وبيان الأحكام الشرعية في شناعة قتل الأنفس وإثارة الفتن في المجتمعات الآمنة. وفي ختام الجلسة ألقت الدكتورة نفيسة العدل ورقة بعنوان / التطرف من وجهة نظر نفسية / أشارت فيها إلى أن التطرف يعد أحد إفرازات انعدام الأمن المجتمعي عامة والأمن الفكري خاصة وقد احتلتا ظاهرة التطرف في كثير من الأعمال النفسية والاجتماعية التي سعت لوصف ودراسة اضطرابات الإنسان المعاصر. وقالت " يؤكد الباحثون على أن ظاهرة التطرف ليست وليدة عصر التقنية بل هي قديمة قدم الإنسان لكنها سادت لتخرج من نطاق الحالات الفردية لتصبح إحدى الظواهر الاجتماعية المميزة للعصر الراهن مع اختلاف الثقافات والمجتمعات كما انتشرت مظاهر من الاتجاهات المتطرفة بين فئات الشاب وبخاصة الشباب اتجاهات سلوكية متطرفة بلغ مداها حد استخدام العنف والإرهاب . . مشيرة إلى أنواع من التطرف منها التطرف الديني والتطرف الفكري والتطرف المظهري والتطرف السياسي والتطرف الاجتماعي والتطرف في المشاعر. وفي ختام الورقة أوصت بالتركيز الأمن الفكري في التعامل مع أفراد المجتمع من أجل إفشاء السلام والطمأنينة حتى نكون حصناً منيعاً ضد التطرف بأشكاله المختلفة وعقد دورات وبرامج في تعزيز سلوكيات الأمن الفكري وما يترتب عليه من آثار إيجابية على أفراد المجتمع وانه يجب على المؤسسات التربوية والاجتماعية والإسلامية عقد برامج توعية تهدف إلى نشر قيم الأمن الفكري بين أفراد المجتمع وتمثلها عقلاً وانفعالاً وسلوكاً. بعد ذلك عقدت الجلسة الثانية تحت عنوان / التحديات الإعلامية وكيفية مواجهتها / وصولا إلى تحقيق الأمن الفكري / حيث ركز نائب المدير العام رئيس التحرير بمؤسسة الدعوة الإسلامية الصحفية الدكتور ماجد الماجد في ورقة عنوانها / التحدي الإعلامي مفهومه وسبل مواجهته / ركز على الإعلام ووصفه بأنه أمضى الأدوات في تحقيق الأمن الفكري وخصوصاً التلفزيون والإنترنت , مشيراً إلى أن كثيراً من وسائل الإعلام تعزل الجمهور عن فكره الإسلامي وثقافته العربية وتبعده عن واقع حياته التي يعيشها بل ساعدت على جعل الأمة متفرجين مسلوبي الإرادة لا يعملون ولا يتفاعلون ،وقال أصبحنا مستعمرين إعلامياً . وأبان الماجد أن وسائل الإعلام المحلية شهدت تطورًا كمياً بارزًا في شتى المجالات إلا أن اللافت للنظر أن هذا التطور الكمي لم يواكبه تطور في مجالات الاستجابة لمتطلبات الدور الوطني في حماية الشباب ، الأمر الذي أدى إلى أن تعيش وسائل الإعلام أزمة مصداقية وأزمة ثقة تجعل الشباب ينصرف عنها ويتجه نحو وسائل أخرى ، مشيراً في هذا الصدد إلى أن المتطرفين عمدوا إلى استغلال وسائل الإعلام المختلفة لتسويق أغراضهم وغاياتهم مشيراً إلى أنهم يرون في التغطية الإعلامية لجرائمهم معياراً مهما لقياس مدى نجاح فعلهم الإرهابي وأوصى في نهاية ورقة عمله بصياغة رؤية إعلامية كفيلة بصد التحدي الإعلامي الموجه للشباب خاصة مؤكدا أن الرؤية الإسلامية في إعلام الشباب يجب أن تستند على قواعد ثابتة في العقيدة ورؤية متحركة تقبل التطور والتجديد بما يتلاءم مع مقتضيات العصر واحتياجات الشباب . . كما أوصى بتأسيس مركز وطني للدراسات الإعلامية للبحوث الإعلامية المعنية بمكافحة التحدي الإعلامي والفكري بعامة ومن أجل التنسيق بين المعنيين بالشأن الإعلامي والأمني. فيما ناقش الدكتور عبد العزيز العمري ورقة عمل بعنوان / الأثر الإعلامي على الأمن الفكري / أكد خلالها أن الإعلام في أي مكان في العالم يمكن أن يستهدف أي مجتمع, وقال إننا نتأثر بما يطرح من وسائل خارجية ويؤثر في مجتمعنا . . فينبغي أن ندرك أن مجتمعاتنا العربية عموماً ومجتمع بالمملكة خصوصاً مجتمعات شابة ونامية وقابلة للتأثر والتغيير ومستقبلة للأفكار والرؤى وأن الإعلام بوسائله المختلفة واحد من المؤثرات الرئيسية في التغيير والتوجيه الفكري . ورأى الباحث أن مجتمعنا مستهدف بقوة في أمنه الفكري وثوابته من وسائل إعلامية تدار بعقول الغرباء الذين يقدمون أفكارًا تستهدف ثوابتنا ووطنا ورجاله وإن تظاهروا بغير ذلك . . موصيا بالاهتمام بالتربية والتعليم وتأكيد دور الأسرة والمدرسة في مواجهة الفساد الفكري القادم عبر الفضاء الإعلامي من منطلق الشفافية والوضوح مع الناشئين وليس المنع والرفض فقط . وتحدث في الجلسة الدكتور ذو الكفل يوسف والدكتور أحمد كسار من أكاديمية الدراسات الإسلامية في جامعة ملايا في ماليزيا الذين أبرزا نجاح الأمة الإسلامية في موقفها تجاه الرسوم المسيئة والتحدي الإعلامي فيها وأنها أثبتت ولائها لدينها ولنبيها ولعقيدتها، وفي الوقت نفسه أعلنت براءتها من الآخرين الذي يعادون الإسلام ويحاربونه ويصدون عنه ويسخرون به سخر الله منهم .فيما طالبت الأستاذة المساعدة في كلية الأنظمة والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود الدكتورة نهاد فاروق في ورقتها / الإعلام الأمني والأمن الفكري في المملكة / وسائل الإعلام العمل على مقاومة التيارات الفكرية المنحرفة سواء كان هدفها الدين أو السياسة التي لا تنفصل عن الدين الحنيف الذي يرسم للدولة الإسلامية أسلوب وطرق السياسة الصحيحة في الدولة الإسلامية.واختتمت الجلسة الثانية بورقة عمل تحت عنوان / الإيديولوجية الإعلامية لتنظيم القاعدة : تحديات الأمن الفكري على شبكة الانترنت / للباحث أحمد الموكلي , تحدث فيها عن أن هناك حرباً إعلامية تشنها التنظيمات الإرهابية والجماعات غير الشرعية شارحا أبعادها وكيفية التعامل معها داعيا لمواجهتها باستراتيجية إعلامية وبإنشاء مركز إعلامي جامعي افتراضي يمارس من خلاله طلاب كليات الإعلام العمل الصحفي الالكتروني في هذا المجال تحديداً .