"بداية مخيّبة"، هو أفضل عنوان لمشاركة انديتنا السعودية الاربعة في دوري المحترفين الآسيوي! لن نقبل أي تبرير، فما قدمه ممثلو الوطن الاتفاق والهلال والاتحاد غير مقنع لنا جميعاً. فهل بمثل تلك المستويات سيفوز احدهم بكأس آسيا ويتأهل الى بطولة اندية العالم؟ اشك في ذلك كثيراً ما لم تتعدل الاوضاع. وحده الشباب قدم صورة جيدة وخطف نقاطاً خارج أرضه من امام الغرافة القطري الذي نجا من نتيجة كبيرة جداً عطفاً على الفرص التي سنحت لمهاجميه أمام المرمى وتفنن مهاجموه في اهدارها! الغريب ان الفرق الاربعة تلعب في نهاية الموسم الكروي بمعنى انها في قمة جاهزيتها الفنية واللياقية. الاتفاق قابل فريقاً ضعيفاً، لكنه رغم بسط سيطرته على اجواء المباراة إلا ان شباكه اهتزت بسهولة مرتين، فخرج خاسراً من فريق اقل ما يوصف به"ضعيف"! الاتحاد أيضاً خرج من عنق الزجاجة امام الاستقلال الايراني، بل كاد يمنى بخسارة على ارضه ووسط جمهوره لولا فورة الدقائق الاخيرة التي انقذته، فحول الخسارة الى فوز صعب جداً، ولا نعلم كيف سيكون وضعه في ايران؟ أما الهلال زعيم آسيا، فكان الاسوأ من دون منازع، فالهلاليون حتى الآن واقعون تحت صدمة ذهاب مدربهم وكأن الفريق سيتوقف هنا! هل يعقل ان يلعب فريق حقق للتو احدى بطولات السعودية كأس ولي العهد في بطولة قارية يطمح للتأهل من خلالها الى مونديال الاندية ويقبل ان يلج شباكه هدف من فريق يقل عنه امكانات ومستوى؟ في رأيي المتواضع الهلال لم يقدم ما يشفع له في الفوز، بل انه بالكاد حقق التعادل! غابت الجماعية وغاب ياسر والتايب والفريدي ولم تنجح تغييرات المدرب في تعديل الاوضاع، ففرط الفريق في نقاط اتمنى الا يندم عليها كل هلالي. عندما تفرط على ارضك تضع نفسك تحت ضغط رهيب وغالباً ما تدفع ثمنه خسائر على ارض الخصم. الادارة الهلالية هي المسؤولة الآن عن معالجة الفريق نفسياً واقناع اللاعبين بأن يتعاملوا ويتفاعلوا مع مدربهم الجديد ومساعديه، لان الارادة والتصميم يخلقان المعجزات وكم من مدرب جاء مغموراً واصبح بطلاً ولنا في فيلهو وكندينو وبلاتشي وباكيتا وسيدينهو امثلة والاسماء تطول! اللاعبون المميزون هم من يحملون على عاتقهم تحقيق الانتصارات بل هم من يصنعون المدربين وكم من مدرب عالمي فلّ مع فريق لان اللاعبين لم يتفاعلوا معه! خلاصة القول، المشوار في بدايته، وعلى الفرق ان تعي ان مهر البطولة غال جداً، والطريق طويل وشاق وبه عقبات متنوعة، ومن يبحث عن المشاركة في المونديال عليه ان ينتفض ويتمسك بكل الفرص والنقاط التي تتاح له، والا فالحلم سيتبخّر سريعاً، وقتها لن ينفع الندم ولا المبررات. [email protected]