ماذا فعل المدرب الوطني القدير عبداللطيف الحسيني، ليظهر الهلال في آخر الموسم كما عهدناه بطلاً تخشاه الخصوم، وتتراجع أمامه بل وتفكر مرات ومرات قبل المجازفة بالتقدم لمهاجمة حصون الدعيع؟ كيف نقل هذا المدرب السعودي فريق الهلال، الذي تعرض لخسارة مدوية أمام الشباب في كأس خادم الحرمين للأبطال بثلاثية نظيفة ومستوى ضعيف إلى فريق بطل وكبير، يهاجم بضراوة ويحقق الفوز تلو الآخر، بدءاً من موقعة قم الإيرانية التي جمعته مع سابا باتري، مروراً بالشباب في إياب نصف نهائي كأس الأبطال، وانتهاء بفوز صريح على باختاكور الأوزبكي، وضعه في صدارة المجموعة لملاقاة أم صلال القطري في دور ال16 من دوري أبطال آسيا؟ ما هي وصفة الحسيني السحرية، التي قلب بها الأمور خلال أيام معدودة، أعاد خلالها هيبة «الزعيم» وروحه ونجومه؟ الواقع يقول إن عبداللطيف الحسيني الخبير في شؤون نادي الهلال، ومستويات لاعبيه ومعدل كل منهم اللياقي نجح، لأنه اختار التشكيل المناسب، ومن ثم التغييرات الصحيحة، وهي معادلة واضحة لكل هلالي، باستثناء طيب الذكر جورج ليكنز، الذي تأهل الى دور الاربعة من بطولة خادم الحرمين الشريفين بأفضلية التسجيل في أرض النصر! ومن ثم اتحفنا واتحف مدرب الشباب هيكتور، عندما أخرج عزيز والتايب وويلهامسون في لقاء الشباب الاول! رافعاً الراية البيضاء، ومنتظراً الخسارة بأي كم من الاهداف! ما فعله الحسيني يا اخوان انه أعطى الفرصة للاعبين الجاهزين، الذين كادت دكة الاحتياط تحرقهم، كالغنام والشلهوب والمفرج والصويلح والعنبر، ومنحهم الفرصة، وحفز بقية «الضامنين والمتمسكين بمراكزهم» لتقديم كل ما لديهم، خوفاً من الابعاد من تشكيلة الفريق. الأمر الآخر والمهم جداً الذي قدمه الحسيني خلال ايام هو اعادة الروح والاصرار للاعبين والتي نتج منها في ما بعد تعاون من الجميع، من أجل هدف واحد هو فوز «الزعيم» فقط. أنهى الحسيني الاستعراض غير المفيد، والبحث عن تسجيل الاهداف الخرافية بتسحيب 7 لاعبين! وأوقف التسديد العشوائي من أي مكان، وحظر اللعب والبحث عن «الكباري»، وكذلك التمريرات الفلسفية، والنتيجة انسجام وتعاون وقتالية في الدفاع، والهجوم الذي شاهدناه أخيراً يتسابق لاعبوه، لتمرير الكرة الى الزميل الاوفر حظاً في التسديد. وأخيراً أقنع الحسيني لاعبيه بأن الهلال الكيان هو الموجود في الملعب، ومسألة من يلعب تعتبر شرفاً وفخراً لكل لاعب لا بد من ان يقدرها، فيقدم كل ما يستطيع لخدمة ورفع راية الكيان. أقنع الحسيني اللاعبين والجماهير معاً، بأن غياب ياسر أو الفريدي أو رادوي أو عزيز وحتى ويلي لن يؤثر في «الزعيم» (الرافد الرئيسي للمنتخبات السعودية بالمواهب في كل المراكز). هذه خلطة الحسيني السحرية، وأقول له انك أخطأت في حق نفسك أولاً، عندما وافقت على التعاقد مع ليكنز، برفضك الحلول مكان كوزمين، لان امكاناتك يا ابن بلدي لا تقل عنه ابداً، فأنت مدرب كبير وعالمي، ومسيرتك وانجازاتك تؤكد ذلك. أخطأت يا حسيني لأن الكوارث التي سجلها ليكنز بالتعادل (رايح جاي) مع النصر، ما كان أحد يتخيلها لو انك كنت المدرب، أما الفجيعة التي حدثت أمام الشباب، فأجزم بأنها دفعتك للاصرار على تولي المهمة الصعبة لكنك كفو يا بومحمد. [email protected]