دائماً نشاهد في وسائل الإعلام عن تبرعات لإخواننا في فلسطين، بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة ودمرت الكثير من المنازل والبنية التحتية، ونحن نقوم بالتبرع، لأن الدين تعامل وإخلاص بيننا، ولكن المستغرب أنه يلاحظ أن بعض التجار قام أثناء محنة أبناء غزة باستغلالها بنشر إعلان في جميع الصحف يبين فيه"عندما تزور المركز التجاري أو الهايبر فسنخصم منك ريالاً أو ريالين أو حتى نسبة من قيمة المشتريات، وذلك لأجل اهل غزة"، فبعض التجار كانوا يتسابقون حتى يقوموا بتسويق منتجاتهم، على حساب غزة التي أصبحت مرعبة بسبب ما ألحقه الصهاينة بها من دمار وخراب. هل مقولة"مصائب قوم عند قوم فوائد"استغلها بعض التجار؟ لا أدري، لكن لدي بعض الأسئلة: لماذا بعض التجار لم يتبرعوا في الأيام الماضية؟ أليست غزة طوال السنوات بحاجة الى دعم لكي يبنوا المساجد والمدارس والمساكن وغيرها؟ ألست أنت تاجراً؟ لماذا لم تتبرع من مالك الخاص؟ لماذا لم ترسل شاحنة اغاثة من بضائعك التي تكدست بها رفوف المستودعات لديك؟ لماذا تجبرني ان اشتري كي تتبرع أنت بمالي؟ أنا أعرف أين أتبرع؟ إن الحملة التي دعا اليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود هي حملة مفتوحة لجميع أنواع التبرعات، فلك الحرية إما تتبرع بمال أو بملبس أو بمواد غذائية او حتى دعم معنوي، وتلك الحملة تكللت بالنجاح، ناهيك عن الجسر الجوي لنقل المصابين والجرحى، والشاحنات التي تنقل الكسوة الشتوية والمواد الغذائية وغيرها، فلا أستطيع ان احصي العطاء الذي تقدمه السعودية لفلسطين، خصوصاً وللعالم عموما. أنا هنا لا أتجاهل الدعم الذي قام به التجار في الأعمال الخيرية، لكن أنا لا أريد أن يلعب بعض التجار بمشاعرنا وعواطفنا تجاه اخواننا المسلمين في غزة على حساب ان تربح سلعتهم، أو أن يجني بعض التجار أعلى نسبة ربح من هذا الموقف، وكما ذكرت فبعض التجار يبحث عن مصالح تفيد نشاطه، بل يتفنن بأسلوب الدعاية لغرض التسويق لمنتجه. أقول الحمد لله بأن لدينا قيادة رشيدة تضع حداً لكل ما هو مضر بالمواطن السعودي، وكما رأينا خادم الحرمين الشريفين في ذلك الوقت عندما وضع حداً لارتفاع بعض السلع. سعود صالح بن زوبع - الرياض [email protected]