أكد الرئيس التركي عبدالله غُل أن السعودية نجحت في تحويل الأزمة العالمية واستغلالها فرصة لجذب الاستثمارات، ما يدلّ على التوجّه الحكيم والجيد من الحكومة السعودية، إذ إن المملكة بدأت تخطو خطوات كبيرة في هذا الجانب. وقال غُل خلال غداء عمل أقامه مجلس الغرف السعودية على شرفه في الرياض أمس، إن الشركات التركية تنفّذ مشاريع في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، مشيراً إلى إمكان مشاركة الشركات التركية في تنفيذ مشاريع السكك الحديد في السعودية، التي ستربط بين الخليج والغرب. وأضاف أنه تمت إعادة بناء الاقتصاد التركي، وقدمت تركيا امتيازات للمستثمرين السعوديين، إذ إنها ساوت بين المستثمر التركي والسعودي في تركيا، لافتاً إلى ارتفاع الدخل القومي هناك إلى 700 بليون دولار، كما أن الصادرات التركية زادت إلى 120 بليون دولار سنوياً، 95 في المئة منها في الجانب الصناعي. ووصف الرئيس التركي زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى تركيا عام 2006 بأنها تاريخية وعظيمة، مشيراً إلى أنها أول زيارة يقوم بها ملك سعودي إلى تركيا منذ 40 عاماً، وأسهمت هذه الزيارة في تعزيز العلاقات بين البلدين، لافتاً إلى أن العلاقات السعودية - التركية قوية في جميع المجالات. ووصف غُل البنوك التركية بأنها قوية جداً، وأنها قادرة على مواجهة الأزمة المالية العالمية، لافتاً إلى أنها لم تتأثر كثيراً بالأزمة، موضحاً أن البنوك التركية تدعم المستثمرين وتقدم لهم التمويل والقروض. وأشار إلى ارتفاع الرحلات الجوية بين البلدين إلى 35 رحلة أسبوعية، في مقابل نصف هذا العدد من الرحلات العام الماضي، ما يدل على قوة علاقات البلدين. من جهته، أشار رئيس اتحاد غرف تجارة تركيا رفعت حسار جاكلو أوغلو إلى أن أسواق دول الخليج تعتبر من أهم الأسواق في العالم بالنسبة إلى المنتجات التركية، كما أن الخليج من أهم الأسواق العالمية. ورأى أن هناك فرصاً لشركات المقاولات التركية للعمل في الخليج، إذ تعتبر شركات المقاولات التركية الثالثة عالمياً بعد أميركا والصين، لافتاً إلى وجود المنتجات التركية بكثافة في الأسواق الأوروبية، ومن بين كل 3 أجهزة تلفزيون أو معدات منزلية تكون منها واحدة على الأقل تركية. ولفت إلى أن حجم المشاريع العقارية التركية في السعودية يصل إلى 6 بلايين دولار، كما أن حجم التبادل التجاري عام 2008 وصل إلى 5 بلايين دولار. ولفت أوغلو إلى وجود مشكلات من الجهات السعودية، تكمن في تأشيرات الدخول التي يعاني منها رجال الأعمال الأتراك كثيراً، مشيراً إلى أنه لو تم حل تلك المشكلة، فسيرتفع حجم التبادل التجاري إلى 10 بلايين دولار، لافتاً إلى قرب افتتاح فرع لأحد البنوك التركية للعمل في السعودية. وكان الرئيس التركي قال في وقت سابق إنه سيسعى الى رفع حجم التبادل التجاري بين أنقرةوالرياض من 5 بلايين دولار حالياً إلى 10 بلايين في 2010. من جهته، بيّن وزير التجارة عبدالله زينل أن المملكة ترتبط مع تركيا بعدد من الاتفاقات، منها اتفاق تشجيع وحماية الاستثمارات، واتفاق التعاون التجاري، واتفاق تجنب الازدواج الضريبي واتفاق تنظيم عمليات نقل الركاب والبضائع، مشيراً إلى أن تلك الاتفاقات تأتي في إطار دعم العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين. وأوضح أن تركيا أصبحت إحدى الدول المستهدفة للاستثمار الزراعي في إطار مبادرة خادم الحرمين الشريفين للاستثمار الزراعي السعودي في الخارج، نظراً لما تتميز به تركيا من مزايا نسبية، وتوافر البيئة الزراعية المميزة من مياه وأراض خصبة شاسعة علاوة على البيئة الاستثمارية الجاذبة. ولفت إلى اهتمام رئيس تركيا بهذه المبادرة الذي كان بمثابة المحفز الرئيسي للاستثمارات الزراعية السعودية في تركيا، إذ وجه الرئيس التركي الجهات المعنية في تركيا بتقديم كل التسهيلات لتلك الاستثمارات وإعطائها الأولوية والأفضلية، معبراً عن أمله بالنجاح وان تصبح رافداً جديداً من روافد التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية لمصلحة البلدين. وأشار وزير التجارة والصناعة إلى أن التعاون بين البلدين امتد إلى التنسيق المشترك في تعزيز التبادل التجاري على مستوى الدول الإسلامية، من خلال اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري بمنظمة المؤتمر الإسلامي الكومسيك التي تحظى برئاسة الرئيس التركي.