أتصور أن الانتدابات للاعبين المواطنين بين الأندية، تبدو أكثر فائدة للفرق من بعض التعاقدات التي أبرمتها الأندية مع لاعبين أجانب...! إذ ان كثيراً من الأندية ما ان ينتهي الموسم وتبدأ في التفكير في إحضار لاعبين أجانب - ولا خلاف على ذلك - لكن من هو اللاعب الأجنبي الذي يريده النادي؟ لا أسأل هنا عن اسم اللاعب، ولا عن جنسيته، ولكنني أسأل فقط عن مواصفاته، وهل التعاقد معه يأتي بناء على حاجة الفريق إلى دعم أحد خطوطه في الدفاع أو الوسط أو في الهجوم...؟ هل أنديتنا فعلاً تعمل بهذه الفلسفة، وتتحرك وفق أهداف وحاجات فعلية، أم أن المسألة لا تتعدى إحضار لاعبين من أي بلد في العالم، وبأي ثمن، حتى يقال إن النادي تعاقد مع ثلاثة لاعبين أجانب! والذي يبدوا لي أن الأندية لدينا تختلف في قراءتها من ناد إلى آخر، وهناك أندية تملك المال، ولا ترضى إلاّ بإحضار أسماء كبيرة ومعروفة على مستوى العالم، وفريق الهلال مثال"حاضر". وللموسم الثاني على التوالي يرفض نادي الهلال التفريط في لاعبيه السويدي"وليهامسون"والروماني"رادوي"وهذان اللاعبان أثبتا أنهما صفقتان رابحتان، حتى وإن كلفا الخزانة الزرقاء 60 مليون ريال! ولا أتمنى أن أرى الهلال من دون هذين اللاعبين، ولكن قد يحدث ذلك في كرة القدم، وطالما أن هناك مباريات تقام، وربما لعب الهلال إحدى مباريات، أو بعضها من دونهما لسبب أو آخر، وحينها سيظهر تأثير غيابهما على الفريق. وكما فعل الهلال فعل الاتحاد، فالاتحاديون تمسكوا بلاعبين مهمين واستطاعا أن يجددا عقديهما، وهما المغربي هشام بوشروان والعماني أحمد حديد، وهما لاعبان مؤثران جداً في تشكيلة الاتحاد، حتى فريق الشباب تمسك لموسم آخر بلاعبه المهم جداً البرازيلي"كماتشو"والنصر جدد لمدافعه البرازيلي"إيدير"وهو قرار صائب، وبعد تردد احتفظ باللاعب المصري حسام غالي. في السنوات الخمس الأخيرة وبعد حصول الأندية الكبيرة على عقود رعاية، نجح الهلال والاتحاد في الاستفادة من مبالغ الرعاية عندما حولوها بالكامل إلى شراء عقود للاعبين مهمين ومؤثرين ومفيدين، وقد اتضح الآن أن الأندية التي ليس لديها"شجاعة وجرأة"الاتحاد والهلال لن ينالا الألقاب الكبيرة إلا في الأحلام، وستظل خسائرهم متواصلة، وقد يفاجأون بإهدار أموال كثيرة قد تتجاوز ما أنفقه الهلال والاتحاد، لأنهم قرروا تسريح أجانبهم واستبدالهم في فترة التسجيل الثانية بلاعبين آخرين، والمسلسل ما زال في حلقاته الأولى! إن التجربة الاتحادية الهلالية يجب أن تعمم على بقية الأندية، إضافة إلى إبرام تعاقدات"فائقة الجودة"مع لاعبين مواطنين، لفريقي الأهلي والنصر، إذا كان لديهما الرغبة في المنافسة على بطولة دوري المحترفين! وأجدني أميل كثيراً إلى اللاعب العربي، فكم من لاعب يحمل الجنسية العربية سجل حضوراً لافتاً في الملاعب السعودية، وقد تميز الأهلي في ذلك كثيراً قبل ستة مواسم تقريباً، ولكنه تخلى عن هذه الميزة، وأخذها الاتحاد ونجح! والواضح أن الهلال سيبقي أيضاً على لاعبيه الأوروبيين، ولا أعتقد أن الاتحاد قد يفرط في هشام بو شروان وأحمد حديد، والشباب وكماتشو سيجددان علاقتهما"هذا ما أتوقعه"! أما بقية الأندية فالأمر مرهون بمباريات الجولات المقبلة، وإن كنت أرى أن المهاجم الأرجنتيني"توليدو"يعتبر صفقة ناجحة في فريق الأهلي، وربما أبقى الأهلاويون أيضاً على العماني كانو! [email protected]