إن وصول كرتنا السعودية للعالمية بعد مشاركتنا في آخر أربعة مونديالات كأس عالم، لم يأت من فراغ، بل كان أحد أسبابه قوة وإثارة الدوري السعودي، والذي حقق المركز السادس عشر بين دوريات دول العالم، بناءً على إحصاءات كرة القدم في الاتحاد الدولي، وأيضاً تحقيقه المركز الثاني آسيوياً بعد الدوري الياباني، كما يعد الأفضل عربياً، ويكفينا فخراً أن بطل الدوري العام الماضي لم يُعرف إلا في آخر مباراة ، بعكس دوريات بعض الدول التي يحقق فيها أحد الفرق بطولة الدوري قبل نهايته بأكثر من ثلاث مباريات على الأقل. ولذلك كان استعداد أنديتنا على اختلاف قدراتها المادية جيداً من حيث إقامة معسكرات داخلية أو خارجية ومن حيث التعاقدات مع لاعبين محليين أو أجانب أو مدربين. حيث أقام النادي الأهلي معسكراً داخلياً في مدينة الباحة، ثم أعقبه بمعسكر خارجي في ألمانيا تحت إشراف المدرب الأرجنتيني غوستافو الفارو، وضمت تشكيلتهم اللاعبين الأجانب الأرجنتينيين توليدو و سيباستيان روسكوليدا، والكولومبي موسكيرا، والعماني أحمد كانو، أما عن الصفقات المحلية فقد تم التعاقد مع اللاعب محمد أمان. نادي الهلال أقام معسكراً خارجياً في النمسا تحت إشراف المدرب البلجيكي غيريتس، وضمت تشكيلتهم اللاعبين الأجانب الروماني رادوي، والسويدي وليهامسون، والبرازيلي تياغو تيفيز، والكوري الجنوبي لي يونغ بيو، أما عن الصفقات المحلية فقد تم التعاقد مع اللاعب عيسى المحياني. نادي النصر أقام معسكراً خارجياً في أسبانيا تحت إشراف المدرب الأورغوياني فيغيرا خورخي داسيلفا، وضمت تشكيلتهم اللاعبين الأجانب البرازيلي ايدير، والأرجنتيني فيكتور، والمصري حسام غالي، والكوري الجنوبي لي تشون سو، أما عن الصفقات المحلية فقد تم التعاقد مع اللاعب حسين عبدالغني ومحمد السهلاوي وخالد زيلعي وصالح صديق. وقد ذكرت هذه الأندية على سبيل المثال لا الحصر، لان جميع أنديتنا أقامت معسكرات داخلية وخارجية في دول أجنبية وعربية، وأجرت تعاقدات كبيرة مع لاعبين ومدربين مميزين، مما يعطي لدوري زين السعودي القوة والإثارة. كما أحب أن أنوه عن وجود خمسة فرق وهي الأهلي- الهلال- الشباب- النصر- الاتحاد لديها مؤشرات تؤهلهم للتنافس وبقوة للحصول على بطولة الدوري، ولجميعها نفس نسب النجاح، ولا يستطيع المحللون الرياضيون المتخصصون بترشيح أحدهم بالاسم للبطولة، وإن دل هذا إنما يدل على قوة الدوري لدينا. إن جماهير الأندية هي المستفيدة الوحيدة من هذا كله، فخسائر الأندية في المعسكرات والتعاقدات ينصب في مصلحة جماهير ناديهم، وأنا في هذا المقال أناشد الجماهير الرياضية بدعم أنديتها مادياً، وعدم الاعتماد الكلي على رئيس النادي أو أعضاء الشرف، لأن دعمها يعود عليهم بالفائدة أولاً وأخيراً. تمنياتي لجميع الفرق المشاركة في دوري زين السعودي للمحترفين لكرة القدم، والذي سيبدأ يوم الثلاثاء القادم كل التوفيق. وأخلص إلى القول: أن من جد وجد ومن زرع حصد. د.عبدالرّشيد تركستاني