سجلت أسعار الفراء ارتفاعات كبيرة خلال الشتاء الحالي وصلت نسبته إلى 35 في المئة، بسبب قلة الصوف وتزايد الطلب في فصل الشتاء، مع اشتداد البرد. ويقول مستورد الفراء ابوعبيده الجبيلي إن الطلب على الفراء يكون مع اشتداد البرد شتاء، لافتاً إلى أن العام الحالي شهد ارتفاعاً في أسعار غالبية المنتجات وصل إلى 35 في المئة، مرجعاً السبب إلى قلة الصوف خلال العام الماضي، كما أن الصوف الاصطناعي شهد ارتفاعاً كبيراً جراء زيادة أسعار النفط الذي يدخل في تصنيعه. وأضاف أن أفضل أنواع الفراء هي المسماة بالطفيلية، التي تصنع من أجود أنواع الفراء وأغلاها، وهو يصنع من جلود صغار الأغنام التي عادة لا يتجاوز عمرها شهرين، وتمتاز بالخفة ورقة الملمس، وشدة تدفئتها، مشيراً إلى أن إنتاجها يكون يدوياً ويمر بمراحل عدة. ولفت الجبيلي إلى أن ما يلي فروة"الطفال"نوع آخر يسمى ب"الدعم"ويصنع من جلد وصوف الأغنام الكبيرة، التي تجاوزت أعمارها 6 أشهر، وتمتاز بطول شعر صوفها وثقلها أكثر من السابقة، ويتراوح سعرها بين 1500 و 3 آلاف ريال، وتختلف بحسب نوع الصوف، كما أنها ليست مرغوبة بشكل كبير، في حين أن فروة"الطفال"الأغلى ثمناً وتبدأ من 2000 ريال وتصل إلى 6 آلاف ريال. وعن طريقة عملها، قال إن طريقة صناعتها تبدأ بإحضار جلود الخراف من المسالخ، ثم تغسل وترش بالملح وتترك لمدة زمنية معينة، ثم تغسل مرة أخرى ويتم رشها بمادة"الشبة"التي تعمل على قتل الجلد الحي، ثم يتم تنظيفها بماكينات خاصة، وبعد ذلك ترسل الجلود إلى الخياطة، من أجل تحويلها إلى فروات جاهزة للاستعمال. وذكر أن الفروة الطفيلية هي الأفضل، ولكن يعاب عليها تأثرها السريع لأنها في الغالب حساسة، لافتاً إلى أن الأصناف الموجودة في السوق التي تخرج من بعضها رائحة لم تجهز بشكل جيد، كما أن جلدها لم يدبغ بصورة حسنة. واعتبر مورّد الفراء شادي الدمشقي الفرو من أهم الملابس التي يحرص عليها أبناء الجزيرة العربية في فترة الشتاء، خصوصاً في البادية لجلب الدفء، لاسيما في الأيام التي يكون فيها البرد قارساً جداً. وعن صناعتها وأنواعها قال إنها تصنع من صوف الأغنام وجلودها وبعضها من الأرانب والنعام، ويوضع عليها قماش يطلق عليه"القباب"، كما أن هناك أنواعاً عدة من الفراء، فمنها ما هو طويل يغطي جسم الإنسان كاملاً، ومنها ما هو قصير مثل"الصدرية"، كما تختلف أشكالها وجودتها، وهذا بدوره ينعكس على أسعارها. وأضاف أن أفضلها الصناعة العراقية المسماة ب"الموصلية طفالية"ويصل سعر الواحد إلى أكثر من 5 آلاف ريال، إذا كانت من نوع مبروم وناعم، وتأتي الصناعتان السورية والألمانية في الدرجة الثانية وتتراوح أسعارهما بين 1500 و2000 ريال، وهناك نوع رابع بدأ يغزو الأسواق السعودية، وهو الإيراني ويصل سعره إلى نحو ألف ريال. أما البائع حسين قحطان فيقول إن غالبية الزبائن تفضل الفرو الاصطناعي الذي يتم تصنيعه من البوليستر أو الصوف الاصطناعي، وتأتي في غالبيتها مبطنة من الداخل بما يشبه البطانية، ويعاب عليها أنها ثقيلة الوزن وترهق مرتديها، في حين أن ميزاتها تكمن في السعر المناسب الذي يتراوح بين 100 و 400 ريال، كما أنه لا توجد بها روائح كبعض الفراء الطبيعي، ويتم استيرادها من الخارج، خصوصاً من دول شرق آسيا.