كشفت إحصاءات أمانة مدينة الرياض، أن 60 في المئة من الجلود المدبوغة في المملكة، تصدّر الى الخارج في مقابل الاستفادة من 40 في المئة منها، لتصنيع الاحذية والملبوسات الجلدية والحقائب والأثاث داخل المملكة. وقالت الأمانة ان عدد جلود المواشي بأنواعها في مدينة الرياض خلال العام الماضي، بلغ اكثر من 9.929 مليون قطعة، إذ تصدرت جلود الأغنام الإحصاء بواقع 9.634 مليون قطعة، تليها جلود الجمال ب 83.258 ألف قطعة، فيما بلغت كمية الصوف في مدينة الرياض نحو 263 بالة لفة، أي ما يعادل 521.763 ألف كيلوغرام، وبلغ عدد براميل المصران نحو 2.686 بليون كيلوغرام، فيما بلغت كمية الشحوم نحو 116.640 ألف كيلوغرام. واشارت الى ان ثمن جلود المواشي يختلف بحسب نوع جلد الحيوان، إذ ان سعر جلود الإبل يقدر بنحو 3 ريالات للقطعة الواحدة، تليها الأغنام من 6 الى 7 ريالات، ثم الماعز ب 5ريالات، وتعتبر جلود البقر اكثر ارتفاعاً من غيرها، إذ تتراوح القطعة الواحدة بين 60 و 70 ريالاً. وقال نائب المدير العام لمجموعة الحازمي بندر الحازمي ل"الحياة"، ان إيرادات الجلود خلال أيام العيد الثلاثة، تقدر بنحو 80 ألف قطعة، والطلب على الجلود خلال أيام عيد الأضحى يتراوح بين 20 و 30 في المئة، ويأتي الانخفاض بسبب ما يتلف منها اثناء السلخ، ما يؤدي الى اختلاف أسعارها والجودة أثناء الدباغة. وأشار إلى ان حجم العرض والطلب يرتفع في شهر شعبان، بسبب إتقان العاملين في المسالخ أثناء سلخ الجلود، مقارنة بموسم العيد الذي يعاني فيه العاملون من الإرهاق والاستعجال في عملية السلخ. من جهته، قال صاحب شركة الدقل لدباغة وصناعة الجلود في المملكة خالد الدقل ل"الحياة"، ان الاستثمار في صناعة ودباغة الجلود مرتفع، بسبب اتجاه الأنظار من المستثمرين نحو زيادة الطلب على الجلود في المملكة، وكذلك لوفرتها جراء عمليات الذبح، ما يعطيها ثقلاً تنافسياً كبيراً، إضافة إلى قوانين الاستثمار الميسرة في المملكة، التي تخدم المستثمرين عموماً، إذ سنت القوانين التي تخدم مختلف مجالات الصناعة. وارجع ارتفاع أسعار جلود البقر مقارنة بالمواشي الأخرى، إلى قلة الأبقار والأمراض المنتشرة في أوروبا وأميركا وأفريقيا، إضافة إلى زيادة الطلب عليها نظراً لتنوع مدخلاتها. وأوضح الدقل أن عدم استغلال صوف الأغنام في السعودية يعود الى ارتفاع كلفة صناعة الصوف، إضافة إلى متطلبات المحافظة على البيئة من محطات معالجة وغيرها، وكذلك ارتفاع كلفة الآلات والمواد الكيماوية المستخدمة في هذه الصناعة. وبين أن متوسط العمل اليومي لمصانع دباغة الجلود في المملكة، يقدر بنحو 8 ساعات يومياً، فيما يقدر متوسط العمل اليومي لتصنيع وتلوين الجلد ب 12 ساعة يومياً، ومتوسط العمل الإنتاجي من الجلود يتراوح بين 3 و5 آلاف جلد، وتزداد النسبة مع انخفاض أسعار المواشي. وتوقع الدقل ارتفاع الطلب على صناعة الجلود، على رغم بعض المعوقات التي من اهمها البيئة، وانتشار الأمراض في الحيوانات في عدد من مناطق العالم، إضافة إلى الكلفة الباهظة لصناعة الجلديات، بسبب ارتفاع أسعار المواد الكيماوية المستخدمة في عمليات التصنيع، إلى جانب ارتفاع رواتب العمالة المؤهلة والمدربة في صناعة الجلود ومشتقاتها. من جهته، قال صاحب المصنع السعودي لدباغة وصناعة الجلود في المملكة صالح سندي، ان صناعة الجلود صناعة عالمية، والطلب عليها يتزايد، على رغم ان المنتج المصنوع في المملكة لا يستفاد منه بشكل كامل، بل يصدر منه 95 في المئة كمواد خام أولية. وبين ان ارتفاع أسعار جلد البقر في المملكة مقارنة بالمواشي الأخرى، يعود الى نوعية الجلد وسمكه، اذ يستخدم على وجهين، فتصنع منه منتجات عدة من اهمها مقاعد السيارات.