انعكست حمى الأجواء الاتحادية على مشاعر رئيس النادي جمال أبو عمارة، والعضو الشرفي منصور البلوي، ووضح تأثرهما بما تسوّقه صحافة الاتحاد وبعض جماهيره المحمومة ضد المدير الفني الأرجنتيني كالديرون، والتي نصبت له شراك النقد الحاد منذ بداية الموسم، على رغم صدارته للدوري في 16 جولة متتالية، وصدارته لمجموعته في كأس الأمير فيصل بن فهد ومن دون خسارة، ويبدو أن الخسارة الأولى التي تلقاها الاتحاد من غريمه التقليدي الأهلي، ستلقي بظلالها على مسيرة الفريق ما لم يأت صوت العقل والحكمة والهدوء. الاتحاديون سيمرون بمطب عاصف، فإما العودة للمكان الطبيعي القريب من الهلال، أو مواصلة السقوط أمام الشباب وتسليم الراية البيضاء، ولن يتجاوزوا هذا الوضع الا بالعقلية الاحترافية الواعية، فالفريق الكروي خسر من فريق كبير، ولا يوجد فريق في العالم لا يخسر، والخسارة أحياناً تكون لقاحاً وحافزاً للفرق الكبيرة، ولو عاد الاتحاديون للمباراة، فسيجدون أن فريقهم لعب مباراة كبيرة، وتخلى الحظ عنه في كرات عدة، خصوصاً تسديدة رضا تكر مرتين بالرأس، وتسديدة النمري التي تصدى لها قائم المرمى الأهلاوي، وعدم احتساب ركلة جزاء لعماد متعب، وهذه حلاوة وجماليات كرة القدم، فالكرة مدوّرة، ونتائجها مثيرة وأحياناً مريرة، وهذه حال الكرة المدورة في كل مكان وكل زمان. السيد كالديرون ارتكب بعض الأخطاء، حاله حال اللاعب والحكم، لأنه جزء من المنظومة يصيب ويخطئ، وظروف الفريق لم تساعده، اذ أصيب ابوشروان في أهم محطات الدوري، وأجرى اللاعب الكبير محمد نور جراحة أخّرت عودته للفورمة، وفقد الفريق ظهيره الطائر طلال عسيري، الذي كان يعوّل عليه كالديرون كثيراً هذا الموسم، وبغياب نور وابوشروان ومناف أبو شقير وطلال عسير واسامة المولد، فقد الفريق نصف قوته وأهم أسلحته الفنية، وعلى رغم هذا استمر الفريق متماسكاً، ولم يفقد حظوظه بعد. في الاتحاد خلل فني وإداري، اذ يلاحظ المتابع العادي تهور مدافعي الاتحاد، وحصولهم على كروت ملوّنة في مواقف ساذجة، تكشف فكر اللاعب الاتحادي ثقافياً واحترافياً، بينما مدافعو الهلال كمثال ينتزعون الكرة من المهاجم بذكاء ومهارة، ومن دون انبراشات او قفز على قدمي اللاعب المنافس، لذا نجد دفاع الهلال يصعب اختراقه، نتيجة للتنظيم والتطوير الذهني والمهاري، بينما أصبح دفاع الاتحاد ممراً سهلاً، على رغم الخشونة الطاغية، وهذا يؤكد ضعف العمل الفني والإداري مع لاعبي الاتحاد، ودقة العمل في الهلال. الهلال تحيّن الفرصة وقفز للصدارة، وهذا أمر متوقع لروعة العمل الفني والإداري في نادي الهلال بشكل احترافي يميزه عن بقية منافسيه، بل إن أنصار الهلال وهم يراهنون على فريقهم الذهبي يفكرون في دوري المحترفين الآسيوي أكثر من تفكيرهم في البطولات المحلية، مع كامل التقدير لكل الفرق المحلية، لأن الهلال أفضل من الجميع فنياً، والأقرب للفوز بكل النهائيات ما لم يتعثر بعين حسود أو هفوة تحكيم. [email protected]