كل الأمم والشعوب تحب أبطالها والشخصيات التي صنعت تاريخها وأثرت فيه، ونحن العرب لدينا الكثير من الأبطال الذين أثروا حياتنا وتراثنا، وتشكلت في أذهاننا صورة البطل وما يتسم به من شمائل وصفات، الخليفة الأول أبوبكر الصديق كان بطلاً... عمر بن الخطاب كان بطلاً... علي بن أبي طالب كان بطلاً... عمر بن عبدالعزيز... صلاح الدين الأيوبي، صاحب صيحة"واإسلاماه"عندما انتصر على التتار والمغول... الملك عبدالعزيز آل سعود، الذي وحّد الجزيرة العربية... هؤلاء الأبطال امتلأت نفوسهم بالشجاعة والرحمة والقوة والشهامة والصدق والرغبة في إسعاد الناس والحفاظ على دينهم وعقيدتهم وأعرافهم وتقاليدهم، كانت لديهم عناصر الذكاء والعبقرية والفهم العميق لكل ما يحيط بهم. عندما تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في بلادنا الطيبة، كان يمتلك الكثير من عوامل البطولة، فقد عاش زمناً على رأس"الحرس الوطني"وحوّل هذه المؤسسة العسكرية الى مؤسسة حضارية تُعنى بالانسان السعودي... المساكن والمستشفيات والمستوصفات والمدارس واجهزة الثقافة والاعلام والتوعية والارشاد... وكان في منصب النائب الثاني وولي العهد يعمل الليل والنهار لخدمة ابناء شعبه، ولما جاء ملكاً كان عند حُسن ظن جميع المواطنين، فقد انحاز الى جانب الشعب، خصوصاً الفئات المحرومة من محدودي الدخل، وسعى بكل الجدية والاحترام لأن يتعرف على مواطن بعض الفقراء، سواء في أحياء المدن أو القرى والهجر البعيدة، إذ كان يتساءل"كيف يوجد فقير في دولة غنية مثل مملكته"، وإذا كان الفقر موجوداً في كل دول العالم، بما فيها أعظم الدول ثراءً، إلا أن القضاء على هذه البؤر كان يمثل عند الملك عبدالله ديناً على الحاكم تنبع من قيم الرحمة والتكافل التي حددها لنا ديننا الاسلامي الحنيف. إن الملك عبدالله ضمير أمته، يعالج المشكلات والقضايا الاجتماعية بروح الأخ والصديق والأب الحاني، وشعر المواطنون بهذه السمات الشخصية التي تميز الملك عبدالله وأحبوه حباً جارفاً، وأصبح يحظى بالشعبية المطلقة وبصفات البطولة التي توارثناها جيلاً بعد جيل، لم يكن هناك قهر أو إكراه في أن يحب الشعب السعودي ابنه البار الملك عبدالله، فالحب والاعتراف بالجميل ونمو شحصية البطل في القلوب أمر لا يأتي بالإكراه، وإنما هو شأن إنساني بين انسان عظيم وشعب كريم. حتى في المحافل الدولية، ووسط كثير من شعوب العالم، صار مقاماً رفيعاً بين الزعماء، يستند اليه الجياع والمتضررون من الكوارث في كل مكان، وله مبادئه السامية في الكثير من قضايا الأمة العربية ككل، وقضية فلسطين ولبنان والعراق وغيرها من القضايا التي تمس الأمن العربي، سواء كان أمناً سياسياً أو عسكرياً أو اجتماعيا... والدليل الواضح على أرض الواقع الآن هو النداء الإنساني الذي وجهه إلى المواطن السعودي لإقامة حملة تبرعات شعبية لإغاثة وعون أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة - وكان خادم الحرمين أول المتبرعين، إذ تبرع ب30 مليون ريال للشعب الفلسطيني الشقيق،"وكذلك ولي العهد وعدد من الأمراء". الذي يرزح تحت نير الاعتداء الإسرائيلي منذ أكثر من اسبوعين، مستخدماً كل أنواع الأسلحة، مرتكباً مذبحة في قطاع غزة، والعالم كله يقف متفرجاً على تلك المجزرة البشعة، وكأنه يوجد اتفاق مسبق بين القوى العظمى في العالم"أميركا وحلفائها"ومجلس الأمن على هذه المذبحة. والآن فإن نداء الحب يتواصل من أبناء الشعب الى البطل الملك عبدالله بالمزيد من العطاء والعمل للقضاء على هموم محدودي الدخل في كل أرجاء المملكة، ومواجهة عوامل غلاء المعيشة التي هي بالأساس غلاء عالمي تأثرت به الأسواق لدينا، أيضاً نطلب المزيد لتوفير المسكن للمواطن والمدرسة والمستشفى، وأن تتوافر بها الكوادر السعودية الشابة، وإذا كانت الدولة حريصة منذ المؤسس الملك عبدالعزيز ? رحمه الله ? بأن تكون صحة الانسان السعودي هي هاجسها الأول فأقامت المستشفيات والمستوصفات والمراكز الطبية المتخصصة، فإنه مع الزيادة السكانية وكثرة الأرض"الحضارية"أصبح لا بد من تكثيف هذه المؤسسات الصحية، خصوصاً في المحافظات والهجر والأماكن النائية حتى لا يتجشم المواطن أعباء السفر الى حيث توجد المستشفيات والمراكز المتخصصة، فضلاً عن الحاجة الملحة الى معايير الجودة الشاملة في هذه المستشفيات من حيث العلاج والدواء. واذا كان الملك عبدالله يهتم اهتماماً شخصياً بالتعليم من منطلق أنه أساس البناء الحضاري للدولة، فإن الرغبة تتواصل مع المزيد من إنشاء المدارس الحكومية في المناطق لتخدم القرى والهجر، وأن تكون مباني هذه المدارس وفق المعايير العالمية، فضلاً عن الحاجة الى مزيد من العناية بالمعلم وبإدارات المدارس وتطوير المناهج بما يخدم الطلبة والطالبات، لتلبية حاجات سوق العمل والفوز بثمار"العولمة"... أيضاً فإن خادم الحرمين الشريفين يعلم مدى حاجة الآلاف من الشباب الى المسكن، خصوصاً المقبلين على الزواج، فالأمل يكون بزيادة اعتمادات إنشاء المساكن واعطاء الأرض والقرض لإقامتها... ذلك أن الملك هو عين شعبه التي يبصر بها، وضميره الحي الذي لا ينام. نواف محمد المعاودة - الرياض [email protected]