يتميز أبناء المملكة بأنهم"أبناء بر"تعيش البادية والهجر والريف في وجدانهم، وما أن يجد المواطنون فرصة إلا ويخرجون إلى"البر"ينصبون خيامهم أو يقيمون الاستراحات بعيداً عن صخب المدينة، وفي الربيع عندما تزهر الصحراء وتمتلئ بالنباتات الخضراء، وعند امتلاء الأودية بالماء بعد الأمطار نجد أن أسعد وقت يقضيه"السعودي"هو العيش وسط مظاهر هذه الطبيعة الخلابة التي تأسر الوجدان، ويعود الإنسان وسطها إلى الفطرة والعفوية الجميلة التي تتسم بها طبائعنا. ولما بدأت رياح التطوير والوحدة تهب على المجتمع في المئة عام الأخيرة، وجدنا الملك عبدالعزيز آل سعود"طيب الله ثراه"يتبنى قضية"توطين البدو"، إذ نشأت المدن والقرى التي أصبحت الآن أساساً قوياً للدولة السعودية... كما أنهم بدأوا بإرسال أبنائهم للتعليم ونبغ منهم الملايين الذين أصبحوا شركاء في الحكم وأطباء ومهندسين وأساتذة بالجامعات ومعلمين وإداريين على أعلى مستوى من الابتكار والتميز. إن أبناء القبائل الذين ورثوا الذكاء والفطنة عن آبائهم وأجدادهم لم يتوانوا عن رفد المملكة بالطاقات البناءة التي أسهمت في إقامة"المشروع الحضاري"بالمملكة، والذي نعيش الآن تحت ظلاله ورفائه وثروته وعلومه وفنونه وثمراته الوارفة. واللافت للنظر انه على رغم انغماسهم في الحضارة العالمية وتحصيل العلوم والآداب، ظلوا متمسكين بعاداتهم الجميلة وتقاليدهم الراسخة وبعقيدتهم السمحة. لقد كان لدى البعض خوف من سفر ابنائهم لبعثات إلى أوروبا وأميركا طلباً للعلم... من أن يتأثروا بسلبيات الحضارة الغربية، أو بما يسمى"بصدمة الحضارة"لكن الجذور الراسخة لدى هؤلاء الأبناء وارتباطهم بما تربوا عليه كانت الدرع الواقية لأبنائنا، إذ أخذوا أعلى الدرجات وعادوا سالمين يحافظون على دينهم ويواصلون مسيرة آبائهم وأجدادهم في البناء الحضاري والأخلاقي الذي يميز بناء المشروع الحضاري السعودي... فالتحية والتقدير لهم للحفاظ على مكتسباتنا العلمية والثقافية مع الحفاظ على هويتنا وموروثنا الثقافي الذي نعتز ونفخر به. نواف محمد المعاودة ? الرياض [email protected]