عندما تدفق الخير على المملكة في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز (رحمه الله) بنت كزهرة جميلة «حلم» إقامة دولة الرفاه الذي ينعم جميع أبنائها بالغنى والرفاهية وعدم الاحتياج.. وتم وضع العديد من خطط التنمية التي تهدف كاستراتيجية لإقامة مشروع حضاري متكامل على الأرض السعودية.. ووضع أبناء الملك عبدالعزيز تحقيق هذا «الحلم» في أولويات إنجازاتهم الطموحة.. وخلال نصف قرن تحقق الكثير من هذا الطموح الاجتماعي لشعب المملكة.. ونظرة واحدة لصورة المدن والقرى والهجر قبل هذه العقود الخمسة تثبت أن كل شيء بدأ من الصفر وقد اكتمل معظم البنيان العظيم.. ولا زال كبار السن ممن بلغوا الستين أو ما فوقها تعيش في ذاكرتهم هذه الصورة القديمة حيث الامكانيات كانت ضعيفة والحياة صعبة. وعندما تسلم الراية (الملك عبدالله بن عبدالعزيز) (حفظه الله) كانت كل الارهاصات تؤكد أن هذا الحلم سوف يكتمل تماماً في عهده الميمون.. فالملك عبدالله الذي يتسم بالفطرة الواعية والمعرفة العميقة وتمتلئ روحه بالإنسانية والرحمة كان على يقين بأنه آن الأوان لتحقيق كل جوانب هذا المشروع الحضاري الكبير.. إن نظرة شاملة على خريطة المملكة تظهر لنا أن غالبية أبناء الوطن أصبحوا يسكنون «الفلل والقصور» في شتى مدن وقرى المملكة وحتى الهجر.. أصبحت البلاد تنعم بشبكة من الطرق والأنفاق والكباري هي الأحدث في المنطقة.. وصارت المدن والقرى باذخة بالعمران ومظاهر التحضر العصرية.. فالمدارس والمستشفيات والجامعات والمطارات والموانئ جعلت المملكة واحدة من الدول الراقية المتقدمة ذات الثقل السياسي المرموق على مستوى العالم.. لكن (الملك الإنسان) تنبة إلى أن هناك شريحة من الفقراء لا زالوا يتواجدون على هذه الأرض الطيبة فبدأ على الفور العمل من خلال مشروع اجتماعي طموح للقضاء تماماً على هذه البؤر وانتشالهم إلى مستوى الغنى وعدم الاحتياج. إن معظم دول العالم المتقدمة جداً بها فقراء ومشردون لكن الفرق هنا هو أن حكومة المملكة جادة في أن تجعل من جميع المواطنين ينعمون بالرخاء والسكن الطيب والأمان الاجتماعي.. ولأن المسألة لها أبعادها الاجتماعية والثقافية والتعليمية فإنه لن تمضي سنوات قليلة إلا وسيكون الجميع (بفضل الله) وبفضل شهامة وأريحية (خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله) سيكون الجميع قد تخلصوا من الفقر والحاجة وهكذا يتحقق على أرض الواقع (مشروع دولة الرفاه والخير).