ارتفعت فاتورة وجبات إفطار صائم في السعودية هذا العام لتتجاوز 700 مليون ريال بعد ان كانت نحو نصف بليون في العام الماضي، وذلك بسبب ارتفاع المواد الغذائية الذي وصل في بعض السلع إلى 80 في المئة. وقال عاملون في قطاع المطابخ وتوريد الوجبات إن ارتفاع الأسعار أثر في سعر وجبة إفطار صائم، ودفع مقدميها إلى تقليل الكمية في الوجبة وخفض الجودة فيها، وقال وائل رقان صاحب مطبخ يقدم وجبات للإفطار إن تقديم وجبات تفطير الصائمين يبدأ حجزها قبل شهر رمضان بعشرة أيام، إلا أن المفارقة في إفطار هذا العام هو الارتفاع الذي طاول أسعارها والتي انعكست على ارتفاع أسعار الوجبات بنسبة تصل إلى 80 في المئة، وأضاف:"الإفطار الذي كان يقدم بسعر 4 ريالات أصبح حالياً يباع ب7 ريالات مع تقليل الكمية والأنواع المقدمة وكذلك الاعتماد بشكل كبير على الأقل جودة". ويتجه الكثيرون من المحسنين مع دخول شهر رمضان المبارك لتقديم إفطار الصائمين والمسمى"بموائد الرحمن"، والتي تعتبر سوق رائجة للمطابخ والمطاعم، إذ تعتمد في عملها على البيع بكميات كبيرة، إلا أنها اصطدمت هذا العام بواقع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ووضع هذه المطاعم في حرج من رفع السعر ومن تقليل الجودة لضمان الكسب. وقدر حجم موائد الرحمن بنحو 700 مليون ريال، مشيراً إلى أن"مكاتب الدعوة والإرشاد فقط، تدفع كلاً منها على حدة أكثر من 200 ألف ريال على أقل تقدير"، مضيفاً:"أحد كبار التجار في الرياض يقوم بوضع موائد الرحمن للتفطير بأكثر من 13 مليون ريال". وأوضح متعهد توريد إفطار رمضان زكريا قاضي أنه مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتي انعكست على ارتفاع أسعار الوجبات المجهزة من المطاعم قام الكثير من متعهدي إفطار صائم بالتعاقد مع طباخين يقومون بالتجهيز في المنازل أو الاستراحات، والتي تقلل من الكلفة بنسبة قد تصل 40 في المئة، مع ضمان جودة المواد المستخدمة والوقت أيضاً. وأضاف إن أسعار التفطير تختلف بتنوع المواد الغذائية المستخدمة فيها وكذلك الأصناف والتي تبدأ من 7 ريالات وتصل إلى 100 ريال في حال البوفيه المفتوح والذي يقدم في الأساس من الموسرين من رجال الأعمال، كما أن بعضهم اتجه منذ أعوام إلى تقديم إفطار للصائمين كذبائح تصل إلى 7 موائد تحوي كل مائدة على ذبيحة. ولفت إلى أن غالبية المطاعم اعتمدت خلال شهر رمضان على العائد من وجبات التفطير التي تعتبر الأساس في العائد على المبيعات، مضيفاً أنه تم الاعتماد شبه الكلي على الدواجن التي ارتفع سعرها بنسبة بسيطة، لا يمكن مقارنتها بما شهدته أسعار اللحوم. وأشار أحد القائمين على التفطير فضل عدم ذكر اسمه، انه مع قرب رمضان ترتفع أسعار الوجبات الغذائية المختلفة وبالأخص التفطير، الذي يتكون في العادة من ربع دجاجة، ومقدار من الأرز لفرد، وشوربة بحجم نصف ليتر تقريباً، إضافة لنوع من العصير صغير الحجم وعدد من التمرات لا تتجاوز 5 وأيضاً كوب ماء معدني. وأضاف إن معظم مدخلات الإفطار ارتفعت بنسب متفاوتة أقلها 20 في المئة للعصير وأكبرها للرز والدجاج الذي يتجاوز 40 في المئة عن العام الماضي، وطالب أن يراعى الجانب الخيري في الأسعار وأن يغلب الجانب الديني على الدنيوي والربح المادي البسيط. يذكر أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف شكلت لجنة مكونة من جهات حكومية عدة، من ضمنها وزارة الشؤون الإسلامية، لتولي الترتيبات المتعلقة كافة بمشاريع إفطار صائم، كما أنها وضعت ضوابط لمشاريع إفطار الصائمين، والمتمثلة في منع إقامة مشروع لإفطار الصائم داخل المسجد أو في حماه إلا بعد الحصول على الإذن المسبق من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عن طريق إمام المسجد التابع له، وتحمّل الإمام مسؤولية"الإفطار"العيني المقدم من بعض جماعة المسجد أو أحد المحسنين.