أوضح عاملون في برامج «إفطار صائم» المنتشرة في مختلف مناطق ومدن المملكة، بأن حجم الوجبات التي تقدم خلال شهر رمضان المبارك يصل إلى 30 مليون وجبة، بقيمة تصل إلى 3 بلايين ريال، يشترك في تقديمها الأفراد والمؤسسات الخيرية والتجارية، مشيرين إلى أن نحو نصف الوجبات التي تقدم يكون في مكةالمكرمة والمدينة المنورة. وأضافوا أن أسعار الوجبات تراوح بين 7 إلى 12 ريالاً بحسب المكونات، مبينين أن الوجبات تعد بطريقة متفاوتة في محتوياتها، وتوزع عند المساجد وفي مواقف السيارات والإشارات الضوئية وعلى مداخل المدن، إضافة إلى مخيمات إفطار كبيرة يرتادها آلاف الأشخاص يومياً. وأشار علي الزهراني (أحد العاملين في برامج إفطار صائم) بأنه لا يوجد رقم محدد حول وجبات إفطار صائم والعدد المستفيدين منها، إلا أن الأرقام التقريبية تشير إلى نحو 30 مليون وجبة تقدم في جميع مدن المملكة، مبيناً أن قيمة الوجبة تختلف باختلاف مكوناتها، وتتضمن زجاجة ماء وتمر ولبن ويضاف إليها سمبوسك أو قطعة لحم أو دجاج والرز. وأكد بأن أكبر نسبة من الوجبات تقدم في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، إذ يوجد عشرات الآلاف من المعتمرين، إضافة إلى العاملين من الأجانب في هاتين المدينتين. مضيفاً أنه في بقية المدن يقوم أفراد ومؤسسات خيرية بعمل خيام كبيرة لبرنامج «إفطار صائم»، فيما تتميز بعض المؤسسات الدعوية التي تقيم الإفطار بإعداد برامج دعوية متنوعة، تعرف بالإسلام وتستضيف مشايخ ودعاة يلقون محاضرات على المسلمين أو من يحضر من غير المسلمين إلى هذه الخيام. وأوضح بأنه يتم إعداد البرامج والمشاريع الرمضانية، قبل رمضان بفترة كافية، إذ في الغالب يتم الانتهاء من جميع الاستعدادات والتجهيزات المطلوبة في وقت باكر بحكم الخبرة المتراكمة لدى العاملين في هذا القطاع، إضافة إلى استعداد أهل الخير لتقديم الدعم اللازم لها مما يسهل من إنجاز الأعمال الخاصة بها. من جانبه، أوضح عبدالهادي القحطاني (أحد العاملين في مشروع إفطار صائم) أن مشروع «إفطار صائم» لتفطير الصائمين يقدم خدماته من خلال موائد رمضانية، يتم تنفيذها في المساجد، وتشمل في جانب منها وجبات للأيتام والأسر المحتاجة، مضيفاً بأن برنامج إفطار صائم يتخصص في هذا الجانب فقط، ولا يعمل على تقديم المساعدات للمحتاجين، إذ إن الجمعيات الخيرية تتكفل بذلك، وبعضها ينفذ برنامج «السلة الرمضانية» والذي تسلم من خلاله بطاقات ممغنطة تصرف بموجبها مشتريات غذائية يختارها المستفيدون بأنفسهم من أحد المراكز التموينية الكبيرة، وكذلك كسوة العيد، وعيدية يتيم، وزكاة الفطر، وهي برامج تختلف عن إفطار صائم. وأشار إلى أن مؤسسات دعوية بدأت أخيراً في التنسيق بينها لتوفير مصاريف الإفطار، مبيناً أنه أعلن قبل رمضان في المنطقة الشرقية عن تحالف موسع لإعداد وإنشاء المخيمات الرمضانية من خلال الاتفاق على اختيار متعهد واحد لمستلزمات هذه المخيمات وشركات المطاعم، وقالت إن هذا التحالف حقق فائدة كبيرة تصل إلى 60 في المئة بعد أن تم تقليص المبالغ المالية المدفوعة نظير هذه الخدمات التجارية التي تقل مع ارتفاع كمية الطلبات، مبيناً بأنها تقدم أيضاً البرامج الدعوية إذ قالت إنها تبلغ هذا العام نحو 830 درساً وفعالية مختلفة داخل 10 مخيمات طوال الشهر المبارك بمشاركة 160 متطوعاً. وأكد بأن من المهمات التي بدأت تتوجه إليها المؤسسات الدعوية في مخيمات إفطار صائم هي دعوة غير المسلمين إلى مخيمات الإفطار وتعريفهم بالإسلام، وأنه خلال السنوات الماضية كان يوجد في هذه الخيام جاليات غير مسلمة تريد أن تتعرف على مبادئ وقيم الدين الحنيف. وحول تكاليف إفطار الصائمين، أشار إلى أن الكلفة تختلف من مخيم إلى آخر بحسب نوعية الطعام الذي يقدم في وجبات الإفطار، مضيفاً بأن بعض مخيمات الإفطار تعتمد على تقديم وجبة رئيسية فيها رز وإدام، إضافة إلى تمر وعصير أو لبن وبعض السمبوسك، وهذه الوجبة أعلى من غيرها التي لا تحتوي على وجبة رئيسية، ويصل سعرها إلى 15 ريالاً. وعن توفير المبالغ لهذه المشاريع، قال: «معظمها من أهل الخير، والمجتمع في المملكة يحب هذه الأعمال وينفق عليها، كما أنها تقام في معظم دول العالم الإسلامية ويوجد من المحسنين من يرعاها ويتبناها وينفق عليها».