تسبب ارتفاع الأسعار وتغير ثقافة المستهلك في المملكة الى تراجع حجم مبيعات الهايبر ماركت الكبرى بنسبة 20 في المئة والميني ماركت والتموينات الصغيرة بنسبة 30 في المئة مقارنة بشهر رمضان العام الماضي. وقال مفتش المبيعات في شركة دانيا للأغذية هشام خضر ان ارتفاع اسعار المواد التموينية بشكل عام على مستوى العالم تسبب في تراجع مبيعات كثير من الشركات المتخصصة في قطاع الأغذية بشكل عام، لافتاً الى ان الكثير من المستهلكين أصبح لديهم ثقافة شرائية مختلفة من حيث الإقبال على المنتج وكمية الشراء. واشار الى ان حجم التراجع في مبيعات بعض اسواق الهايبر ماركت وصل الى 20 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لافتاً الى ان العروض التي تطرحها تلك الاسواق مع بداية كل موسم استطاعت ان تستقطب عدداً كبيراً من متسوقي السوبر ماركت والبقالات التي تقع داخل الأحياء، ما جعل حجم مبيعاتها تتراجع ما بين 20 الى 30 في المئة ولم يعد يعمل منها بشكل جيد الا التي تقدم خدمة البيع بالآجل"الدين"، إذ يعتبر ذلك عاملاً مساعداً للكثير من المستهلكين الذين يعتمدون على رواتبهم الشهرية. ولفت خضر الى ان كثيراً من المستهلكين بدأوا يستغنون عن كثير من السلع الاستهلاكية الثانوية وهذا بدوره كان من العوامل التي تسببت في خفض حجم المبيعات. وذكر ان هناك عوامل اخرى تلعب دوراً كبيراً في تراجع حجم المبيعات التموينية من اهمها سفر شريحة من المواطنين والمقيمين بسبب الاجازة الصيفية، وكذلك رجوع عدد من المستهلكين من الاجازة ودخول شهر رمضان ومن ثم العيد ثم المدارس وجميعها تحتاج الى موازنة كبيرة. من جهته، قال الرئيس التنفيذي في اسواق العثيم يوسف القفاري ان القوة الشرائية والسلة الاستهلاكية للمستهلك لم تتغير ولكن نوعية المنتج والكمية تغيرت بشكل كبير لدى الكثير من المستهلكين وأصبحت الأصناف الرئيسية ذات الاسعار الغالية التي كانت مطلوبة في السابق غير مطلوبة، إذ اتجه الكثير الى البحث عن بدائل اخرى بأسعار اقل. واشار الى ان الكثير من الهايبر ماركت تتجه الى طرح عروض على كثير من المنتجات حتى تستطيع استقطاب عدد كبير من المستهلكين ما اثر بدوره بشكل كبير في السوبر ماركت والبقالات الموجودة داخل الاحياء التي كانت تسيطر على اكثر من 80 في المئة من حجم السوق. وتوقع القفاري ان تشهد الأربع سنوات المقبلة تغيراً كبيراً في قطاع المواد التموينية، إذ ستسيطر المراكز الكبرى والهايبر ماركت على 80 في المئة من حجم السوق ويبقى نحو 20 في المئة للسوبر ماركت والبقالات الصغيرة داخل الاحياء السكنية. واكد ان الثقافة الاستهلاكية والنمط الاستهلاكي تغير بشكل كبير لدى المستهلكين، إذ كان في السابق الطلب على السلع التموينية بالجملة اما الوقت الحاضر ومستقبلاً فسيكون الطلب بالتجزئة والسلع المفردة. ويقول مشرف التسويق في اسواق الجزيرة مرسي ابراهيم ان هناك تراجعاً في حجم المبيعات في كثير من الاسواق، ولكنها تختلف من سوق الى أخر وبنسب متفاوتة مقارنة بالعام الماضي، وذلك بسبب ارتفاع الاسعار وتغير ثقافة المستهلك. ولفت الى ان كثيراً من البقالات الصغيرة والسوبر ماركت تأثرت بشكل كبير من مراكز التسوق الكبرى بسبب العروض التي تقدمها تلك الاسواق والتي استقطبت عدداً كبيراً من المستهلكين.