افتتحت الشهر الماضي، في الطرف الشمالي من العاصمة السعودية الرياض سوق"بانده هايبر ماركت"على مساحة 12 ألف متر مربع وسبقتها بأقل من ستة شهور، وعلى مساحة مماثلة"جيان هايبر ماركت"التي تملكها مجموعة"كاسينو"الفرنسية، ويجري حالياً وضع اللمسات الاخيرة تمهيداً لافتتاح"كارفور هايبر ماركت"التي تملكها"مجموعة الفطيم"الاماراتية على مساحة 13 ألف متر مربع ولا تبعد عن الثانية إلا اقل من ثلاثة كلم تجاورها أيضاً في طرف المدينة الشرقي وعلى بعد اقل من خمسة كلم"ماكس هايبر ماركت"ما يعني ان هذه الاسواق الضخمة تحاول الحصول على حصة الأسد من سوق يزيد حجمها على خمسة بلايين ريال سنوياً واصبحت تهدد مستقبل البقالات الصغيرة... لكن ما مدى تقبل المستهلك السعودي لفكرة التسوق في"الهايبر ماركت"وهل ستغير عاداته الشرائية وتدفعه الى تبضع مواد استهلاكية قد لا يحتاجها؟ يقول المتسوق ماجد المقرن انه أصبح حريصاً على ارتياد الهايبر ماركت باستمرار نظراً الى ما يوفره هذا النوع من الاسواق من احتياجات متنوعة تحت سقف واحد إضافة إلى وجود المقاهي وأماكن الترفيه والمواقف المظللة الفسيحة اضافة الى وجود سلع لا يمكن العثور عليها في البقالات العادية في الأحياء. ولا يعتقد المتسوق محمد التميمي أن هذه الأسواق الضخمة ستقضي على البقالات الصغيرة، التي تمثل نسبة 80 في المئة من حجم سوق المبيعات الغذائية في السعودية. ويعلل السبب ببعد هذه الأسواق وتركزها في أطراف العاصمة كما أن التسوق فيها يحتاج الى وقت كبير وقوة شرائية جيدة. فالشخص ربما يذهب الى هذه الأسواق مرة مع تسلم الراتب إلا انه لن يرتادها يومياً لشراء علبة حليب أو كلغ قهوة وبالتالي فهي ليست مؤثرة في سوق البقالات الصغيرة التي تنتشر بشكل كبير في أحياء العاصمة السعودية من دون ترتيب أو حتى تنظيم. ويرى المتسوق فهد العتيبي أن هذه الأسواق يجب أن يتزامن مع افتتاحها قانون يحد من انتشار البقالات الصغيرة التي تستنزف العمالة بل أن الكثير منها لعمالة أجنبية تُدار باسم مواطن سعودي"لذلك فان افتتاح مثل هذه الأسواق الضخمة يجب أن يحد من تزايد البقالات الصغيرة والاكتفاء بثلاث أو أربع في كل حي أما حالياً ومع وجود ما يزيد على خمسين بقالة في بعض الأحياء فلا اعتقد أن الناس ستتوجه الى الأسواق الكبيرة إضافة إلي أن هذه الأسواق لا تعطي خفوضات كبيرة لجذب المتسوقين وان وضعت خفوضات فعلى سلع ليست مستهلكة ومطلوبة بشكل كبير ما يحد من زيارة الناس لها لان ما توفره من احتياجات البيت اليومية توفره أيضا البقالات القريبة وبالسعر نفسه تقريباً". ويرى أستاذ التسويق في معهد الإدارة العامة في الرياض خالد المجلاد:"أن هذه السلسلة الدولية انطلقت بداية من فرنسا وتوسعت للاستفادة من اقتصادات الحجم وتنوع المواد المباعة". ويقول:"ان فكرة الهايبر ماركت ترتكز على التنويع والخفض معاً وتحظى بقدر كبير من المستهلكين في دول العالم المختلفة باعتبارها سوق تجزئة كبيرة تحتوي ركناً للبضائع المخفضة". ويرى أن صعوبات التسوق فيها تتمثل في بعدها عن سكن المستهلكين ولا يمكن توفير هايبر ماركت في كل حي كما أن كثرة البضائع وتنوعها يتطلبان وقتاً كبيراً للتسوق إضافة إلى فقدان العلاقة الشخصية بين البائع والمشتري. ويقول المجلاد:"لا يمكن الحكم على نجاحها أو فشلها حالياً لحداثة تجربتها في السعودية إلا أن اختيارها لمواقع استراتيجية في العاصمة يعطيها ميزة البقاء والاستمرار". ويشير إلى ارتفاع معدل استهلاك الأسرة السعودية وتنامي مدينة الرياض سكانياً بمعدل 8 في المئة سنوياً وهي عوامل تصب في صالح الأسواق الكبيرة. ويعتقد المجلاد أن المنافسة من"بنده"ومجموعات"العثيم"و"السيف"و"اي"وغيرها تقتطع حصة جيدة من سوق الماركت الكبيرة وتضعف سوق"الهايبر ماركت". ويختتم بان توفير البضائع غير الموجودة عند الآخرين حتى وان كانت بسيطة وصغيرة كالخبز الفرنسي الذي توفره أسواق"جيان"هو الذي يحدد ذهاب المستهلك الى هذه الأسواق.