توقع عدد من المستثمرين في قطاع التجزئة السعودي، ان يتجاوز حجم مبيعاته السنوية 80 بليون ريال، وبزيادة متوقعة في حجم الإنفاق على ذلك القطاع تتجاوز 15 في المئة حتى نهاية عام 2008. من المتوقع ان تتزايد معدلات النمو بشكل سريع تماشياً مع ارتفاع القدرات الشرائية، خصوصاً للجيل الجديد من السعوديين الناجم عن انخراط هؤلاء الشباب في مجال العمل، ومن جهة أخرى زيادة عدد مراكز ومشاريع التسوق الجديدة هايبر ماركت التي بدأت كثير من الشركات الاستثمارية الداخلية والخارجية في تنفيذها. وقال رئيس قطاع التجزئة في مجموعة"صافولا"الدكتور محمد أمين كشكري ل"الحياة": إن قطاع التجزئة في المملكة شهد مرحلتين، الأولى التجزئة القديم، الذي يشتمل على البيع بالقطاعي وبالجملة من خلال السوبر ماركت او التموينات ومن خلال بيع سلع محددة، وفي المرحلة الثانية ظهر قطاع التجزئة الحديث، الذي يشتمل على الأسواق المركزية والهايبر ماركت والتي تشهد نمواً كبيراً يتوقع ان تتراوح مبيعاته السنوية بين 60 و 80 بليون ريال سنوياً، وذلك بسبب النمو الاقتصادي الكبير والنمو السكاني المرتفع. وأشار الى ان توافر السيولة بشكل كبير عند المواطنين والمقيمين أسهم في ارتفاع الطلب، خصوصاً ان مراكز التسوق الكبيرة والحديثة تشتمل على عدد من الخدمات، منها ما يتعلق بعملية التسوق والآخر يتعلق بالتنزه وارتياد المطاعم التي أخذت تنتشر بشكل كبير في تلك الأسواق. وتوقع كشكري ان يتجاوز حجم انتشار تلك الأسواق الحديثة 80 في المئة من اجمالي الاسواق، ما يؤدي الى تراجع وتلاشي الأسواق الصغيرة، نظراً إلى تغير ثقافة المستهلك واتجاه كثير من الأسواق الحديثة الى طرح منتجات جديدة وبأنواع مختلفة، وكذلك بأسعار مناسبة، يبحث عنها الجيل الحديث في ظل تراجع عدد أفراد الأسرة الواحدة، بعكس الماضي إذ كانوا يعتمدون في عملية الشراء على الجملة نظراً إلى تعدد أفراد الأسرة. وأكد ان المرحلة المقبلة هي مرحلة تقديم الخدمة وليس السلعة نظراً إلى أن الكثير من المستهلكين يبحثون عن الخدمة الجيدة والتي من خلالها يستطيع شراء السلعة، وهذا يشير الى ضرورة توافر كفاءات متطورة تمتلك مهارات عالية تقدم خدمات جيدة للمستهلك. من جهته أشار المدير العام لشركة"أسواق العثيم"عبدالله البطحي ل"الحياة"ان نمو هذا القطاع يرجع الى عدد من العوامل، من أهمها توافر الخدمات في ذلك القطاع وبشكل كبير، إذ نجد ان جميع منشآت"الهايبر ماركت"تشتمل على السلع والترفيه والمطاعم، ما جعل الكثير من السكان يتجهون إليها، إضافة الى وعي المستهلك حيث أصبح يبحث عن السلعة المناسبة وبشكل مجزأ ما أسهم في رفع حجم المبيعات، إضافة الى النمو الاقتصادي الكبير وتنوع الخدمات. ولفت الى ان 50 في المئة من المستهلكين من فئة الشباب، ما يشير الى أن حجم الطلب سيرتفع أكثر من العرض، نظراً إلى تغير الثقافة الشرائية لديهم، لافتاً إلى ان انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية سيجعل كثيراً من الشركات المتخصصة في قطاع التجزئة تتجه الى تقديم خدمة أفضل، وطرح عمليات تسويق جديدة تنافس من خلالها الشركات الدولية. وتوقع البطحي ان تتجاوز مبيعات التجزئة سنوياً أكثر من 60 بليون ريال، ويسهم ذلك في انتشار مجمعات"الهايبر ماركت"، خصوصاً في المدن الكبرى التي يكون عدد السكان فيها مرتفعاً.